وزار سيدى عبد الله المنوفى رحمة الله عليه، ثم (٤٩ آ ١) عاد إلى القلعة. - وفيه ضيّق السلطان على جماعة من المباشرين وأفرد عليهم نحوا من ستمائة ألف دينار، وسبب ذلك أن كل من كان عليه مال منكسر فى الديوان من قديم وحديث يرده، فجلس بنفسه فى الدهيشة وعمل حسابهم بحضرته فاضطربت أحوال المباشرين قاطبة، وضيّق عليهم فى سرعة استخراج تلك الأموال على تفرقة الأضحية، وكان غالب هذه الأموال بقايا مصادرات قديمة على صلاح الدين بن الجيعان وعلم الدين المتحدّث فى الخزانة وبانوب النصرانى وشمس الدين بن عوض وشرف الدين الصغير ناظر الدولة وشرف الدين النابلسى الأستادار ويوسف بن أبى أصبع الحلبى وفخر الدين بن العفيف الذى كان كاتب المماليك، ومنهم ناظر الجيش عبد القادر القصروى وبركات بن موسى وغير ذلك جماعة آخرون، فنزلوا من القلعة وهم سكارى بغير مدام. - وفى يوم السبت رابع عشره نزل السلطان وسيّر وتوجّه إلى نحو تربة الأشرف قايتباى، فنزل عن فرسه ودخل وزار قبره وبكى هناك وتمرّغ على قبره وقرأ له الفاتحة، ثم رسم للبوّابين وللصوفة بمائة دينار، وركب من هناك وتوجّه إلى تربة (٤٩ ب ١) العادل طومان باى فنزل عن فرسه وزار قبره وقرأ له الفاتحة ورسم للصوفة بمائة دينار، ثم ركب من هناك ورجع إلى تربة الأمير يشبك الدوادار فنزل عن فرسه وزار قبره وقرأ له الفاتحة، ثم ركب من هناك ونزل من على سوق الدريس وأتى إلى تربة الأشرف جان بلاط التى بباب النصر فنزل عن فرسه وزار قبره وقرأ له الفاتحة ورسم للصوفة بمائة دينار، ثم ركب من هناك وعاد من الصحراء وطلع إلى القلعة وكان فى نفر قليل من العسكر (١). - وفيه توفّى جانم كاشف الوجه القبلى، وكان من الأمراء العشرات. - وفيه توفّى القاضى صالح بن طه أحد نوّاب الشافعية، وكان من قضاة الجاه. - وفيه توفّى الخواجا عطيّة، وكان فى سعة من المال، وكان أغلس خلق الله على الإطلاق، وهو من البخل عن جانب عظيم، كما قيل: