للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحضر صحبته تقدمة حافلة للسلطان. - وفيه توفى للأمير طومان باى الدوادار ولد صغير من سرّية، عمره نحو من ثلاث سنين، فتأسف عليه ودفن وقت صلاة الفجر على الفوانيس، فرسم السلطان بأن يدفن فى مدرسته التى بالشرابشيين فدفن بها. - وفى يوم الاثنين سابع عشره خرج المحمل من القاهرة فى تجمل زائد، وكان أمير ركب المحمل طقطباى نائب القلعة أحد المقدّمين، وبالركب الأول مغلباى الزردكاش أحد الأمراء الطبلخانات، فكان لهما يوم مشهود، وحضر أمير من أمراء ابن عثمان الكبير يروم الحج (١) وصحبته نحو من أربعين ألف دينار أرسلها ابن عثمان على يده ليفرّقها على فقراء مكّة والمدينة، فسافر صحبة الحجّاج. - ومن الحوادث أن شخصا يسمى بركات من فراشى (٢) الأمير طومان باى الدوادار قتل صبيا من صبيانه وكان شابّا صغيرا جميل الصورة، فلما عرض بركات المذكور وغرماؤه على السلطان دفعهم إلى قاضى القضاة المالكى، فحلّ فى أمر بركات لما علم أنه من فراشى (٢) الدوادار، فسجنوه حتى تقام عليه البيّنة بأنه قتل، وفى عقيب ذلك قتل ساعى الدوادار أيضا قتيلا وهو شخص يعرف بالشقيفاتى وكان شيخا مسنّا، فلما عرض الساعى على السلطان وعلم أنه من جماعة الدوادار دفعه للشرع أيضا، فحلّوا عنه ولم يجئ أحد يشهد عليه بأنه قتل، وكان قتله بالنهار بعد العصر فى وكالة الأشرف برسباى التى بالصليبة، وراح أمر القتيلين على أقاربهما وأولادهما، والأمر إلى الله تعالى.

وفى ذى القعدة الشريفة فى يوم الخميس خامسه حضر سودون الدوادارى الذى كان نائب طرابلس، وقد حصل بينه وبين أهل طرابلس تشاجر، فأرسل السلطان خلفه بأن يقيم بمصر. - وفيه نزل السلطان وسيّر نحو المجراة، ولما عاد إلى القلعة طلع من الصليبة فى موكب حافل. - ثم فى يوم الأحد ثامنه نزل وسيّر نحو بركة الحبش ووصل إلى طرا، ثم عاد من يومه وشقّ من على ساحل البحر. - ثم فى يوم الأربعاء حادى عشره نزل من القلعة وتوجّه إلى نحو الصحراء


(١) الحج: الحاج.
(٢) فراشى: فراشين.