للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتقول باخسر (١) فيها، فقال ناظر الخاص: أسدّ فيها بسعادة السلطان، فألبسه كاملية ونزل إلى داره، فلما نزل قبض على محمد بن العظمة وضربه وسجنه بالمقشرة واستمرّ بها مدّة طويلة. - وفى خامس عشرينه كان ختم البخارى بالقلعة، ونصب السلطان خيمة بالحوش واجتمع القضاة الأربعة ومشايخ العلم وفرّقت الخلع والصرر على العادة، وكان ختما حافلا. - وفى يوم الثلاثاء سابع عشرينه عرض ناظر الخاصّ خلع العيد على السلطان وهى مزفوفة على رؤوس الحمّالين، فأخلع عليه السلطان. - وفيه وصل إلى السلطان تقدمة حافلة (٢) من عند نائب الشام، وهى ما بين خيول ومماليك وقماش ومال وغير ذلك. - وفيه توفى الشيخ ناصر الدين محمد بن جرباش، وكان من أعيان علماء الحنفية، وكان ديّنا خيرا لا بأس به.

وفى شوال كان موكب العيد حافلا، وحضر قرقد بيك بن عثمان وصلّى مع السلطان صلاة العيد ودخل معه فى المقصورة وهو بغير كلفتاة، وكان الجمجمة ابن عثمان لما حضر مع الأشرف قايتباى صلاة العيد ألبسه الكلفتاة وصلّى بها معه، فلما خرج السلطان من الجامع مشى قدّامه قرقد بيك بن عثمان مع الأمراء من الجامع إلى الحوش، فلما أخلع على الأمراء أخلع على ابن عثمان أيضا كاملية تماسيح على أحمر بفرو صمور، ورسم له بأن يركب من الحوش فركب ونزل مع الأمراء فى موكب حافل حتى وصل إلى بولاق ونزل بالبرابخية، ومن جملة ما بالغه السلطان فى إكرام قرقد بيك بن عثمان أنه أرسل إليه بكتاب (٣) على يد كاتب السرّ بأن يرتّب له فى كل شهر ألفى دينار برسم نفقته ما دام (٤) بمصر، فكانت تصرف له من الذخيرة فى مدّة إقامته بمصر. - وفى يوم الاثنين عاشره نزل السلطان إلى الميدان وعرضوا عليه كسوة الكعبة والبرقع ومقام إبراهيم وطافوا بهم فى القاهرة مع المحمل، وكان لهم يوم مشهود. - وفيه حضر القاضى محبّ الدين كاتب سرّ دمشق فأكرمه السلطان إلى الغاية،


(١) باخسر: باخصر.
(٢) حافلة: حفلة.
(٣) بكتاب: يكتب.
(٤) ما دام: ما دامه.