للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا بأس به. - وفى يوم الخميس خامس عشره أخلع السلطان على الطواشى سنبل العثمانى الهندى وقرّره فى تقدمة المماليك عوضا عن عنبر التكرورى بحكم وفاته، وأخلع على الطواشى جوهر الرومى وقرّره نائب مقدّم المماليك عوضا عن سنبل بحكم انتقاله إلى تقدمة المماليك، وأخلع على الطواشى بشير وقرّره رأس نوبة السقاة عوضا عن خشقدم الرومى بحكم وفاته. - وفيه نزل السلطان إلى الميدان فوقف إليه جماعة من المغاربة نحوا من سبعين إنسانا ما بين رجال ونساء، وقد قصدوا الحجّ (١) فى هذه السنة، فرسم لهم السلطان بأشرفى لكلّ واحد منهم ثمن بقسماط. - وفيه فى يوم الجمعة ثالث عشرينه طلع قرقد بن عثمان إلى القلعة وفطر عند السلطان تلك الليلة وبات، فلما أصبح ألبسه السلطان سلارى صوف أبيض بصمّور من ملابيسه. - ومن الحوادث أن فى ليلة الأحد خامس عشرينه وجد اثنان من مماليك السلطان من طبقة الصندلية قتلى (٢) عند بركة باب اللوق بالقرب من شاطئ الخليج ولا يعلم من قتلهما، فلما طلع النهار نزل من القلعة الجمّ الغفير من المماليك من خشداشين أولئك المماليك الذين (٣) قتلوا، فنهبوا عدّة دكاكين من باب اللوق وكادوا أن يحرقوا البيوت التى هناك حتى أدركهم الوالى، فلما بلغ السلطان ذلك تنكّد وألزم الوالى بتحصيل من فعل ذلك، فنزل الوالى وقبض على جماعة كثيرة من أرباب الأدراك الذين هناك ومن الغيطانية والمرابعين وغير ذلك ممن لا له ذنب فى ذلك، وربما عوقب من لا جنى، فلما عرضوا على السلطان أمر بسجنهم فى المقشرة. وفى أثناء هذا الشهر ظهر محمد بن العظمة الذى كان ناظر الأوقاف، فترامى على بعض الخاصكية بأن يسعى له عند السلطان فى عوده إلى نظر الأوقاف، فلما ذكر للسلطان مال إليه، فلما بلغ محمد بن العظمة ذلك طاش وشرع يطلب أعيان الناس بالرسل الغلاظ الشداد، وكان علاى الدين ناظر الخاصّ متحدّثا فى نظر الأوقاف فلما بلغه ما فعله ابن العظمة طلع إلى السلطان وشكا له من ابن العظمة، فقال له السلطان: أنت تشكى عندى من هذه الوظيفة


(١) الحج: الحاج.
(٢) قتلى: قتلاء.
(٣) أولئك المماليك الذين: ذلك المماليك الذى.