والأمراء المقدّمون، وكان يوما مشهودا. - ومن الحوادث أن الأمير طومان باى الدوادار خرج يسير نحو المطرية وصحبته الأمير خاير بيك كاشف الغربية أحد المقدّمين، فساقوا فى الرمل فتقنطر الفرس بالأمير خاير بيك فانكسر بعض أعضائه، وردّ وهو محمول وقد أشرف على الموت، وأقام أياما وهو فى الفراش منقطع حتى شفى بعد مدّة طويلة.
وفى رمضان كان مستهلّه يوم الخميس فنزل السلطان إلى الميدان، وعرضوا عليه اللحم والخبز والدقيق والسكر والغنم وهو مزفوف على رؤوس الحمّالين على جارى العادة، وأخلع فى ذلك اليوم على تغرى برمش الوزير وعلى شرف الدين الصغير ناظر الدولة وعلى الزينى بركات بن موسى المحتسب. - وفيه كان انتهاء العمل من المقعد الذى أنشأه السلطان خلف جنينة البحرة، المطلّ على الحوش السلطانى، وقد جعل طوله ستين ذراعا وعرضه نحو عشرين ذراعا، وجعل له شبابيك على الحوش وشبابيك على جنينة البحرة، وجعله مقعدا قبطيا بغير أعمدة، ورخّمه وزرة عالية، فلما كان أول ليلة من شهر رمضان فطر فيه واجتمع عنده الأمراء ومدّ السماط به، وأظهر غاية العظمة فى تلك الليلة. - وفيه أخلع السلطان على الأمير شاهين الجمالى وقرّره فى مشيخة الحرم النبوى كما كان أوّلا. - وفيه ظهرت بقليوب، وقيل بقلمة، ابنة صغيرة دون البلوغ، قيل أنها رأت النبىّ ﷺ فى المنام مرارا عديدة، وظهر لها كرامات خارقة، فتوجهوا إليها الناس أفواجا أفواجا، واشتهر عنها بأنها تقيم المقعد وتردّ بصر الأعمى، وحكى عنها من هذا النمط أشياء غريبة ليس لها صحة، فبلغ كرى كلّ حمار من القاهرة إلى قليوب أشرفيا، وتوجه إليها جماعة من الخاصكيّة والأمراء العشرات وأعيان الناس، ووقع لها سمعة زائدة بالقاهرة. - وفى هذا الشهر، أو فى الذى قبله، توفى الشرفى يونس بن الأمير طوخ بونى بازق، وكان أبوه أمير مجلس فى دولة الأشرف أينال، وكان الشرفى يونس من أعيان أولاد الناس، وكان