للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الميدان، وحضر إلى عنده قرقد بيك بن عثمان، ورسم للرمّاحة الذين يسوقون فى أيام المحمل بأن يسوقوا فى الميدان قدام ابن عثمان حتى يتفرّج عليهم، فساقوا وهم لابسون آلة السلاح، وكان يوما مشهودا. - وفيه أفرد السلطان على طائفة المغاربة اثنين وثلاثين ألف دينار، وكان سبب ذلك أن تغرى بردى الترجمان لما توجّه إلى بلاد الفرنج اشترى من ملوك الإفرنج عدّة أسرى من المغاربة بنحو من خمسين ألف دينار، فلما خلصوا أراد السلطان أن يوزّع ما غرمه من المال على طائفة المغاربة التى بمصر وبالإسكندرية فى نظير (١) ما غرمه. - وفيه ظهر بالسماء من جهة القبلة نور ساطع مثل قلع المركب، يظهر وقت طلوع الفجر ثم يختفى، فأقام على ذلك مدّة ثم اختفى ولم يعلم ما سبب ذلك. - وفيه لما قوى البرد رسم السلطان لابن عثمان بأن يتحوّل من بولاق ويسكن فى بيت الأشرف جان بلاط الذى فى حارة القاضى عبد الباسط، فأقام به مدّة يسيرة ثم عاد إلى بولاق كما كان.

وفى شعبان أخلع السلطان على سيباى نائب الشام وأذن له بالعود إلى محل نيابته، فسافر فى أثناء ذلك. - وفى رابع عشره توفّى الطواشى عنبر التكرورى مقدّم المماليك وكان ديّنا خيرا ليّن الجانب، وكان أصله من طواشية الأمير جانى بيك المرتد. - وفى يوم الخميس سادس عشره حضر الأمير محمد بيك الذى كان قد توجّه إلى الجون بسبب إحضار الأخشاب وحضر صحبته تلك الفرنج الذين أسرهم كما تقدّم، فكانوا نحوا من خمسين نفرا، فشقّ بهم من القاهرة وهم فى زناجير، وكان لهم يوم مشهود، فلما عرضوا على السلطان وهو بالميدان أخلع على الأمير محمد بيك، ورسم بسجن الفرنج فسجنوا بالمقشرة، وقيل أسلم منهم خمسة أنفار. - وفى ذلك اليوم كان قدّام السلطان رماية نشّاب على الخيل، وأحرق قدّامه فى ذلك اليوم إحراقة نفط بالميدان بالنهار، وكانت نوبة أنياب (٢) الأمير بهادر الغورى، وكان ابن عثمان حاضرا


(١) فى نظير: فى نظير فكان.
(٢) أنياب: أنيات.