للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مات تحت العقوبة، وكان سبب ذلك أن قد وشى به عند السلطان أنه يعانى صنعة الزغل وقد اشتهر بذلك بين الناس، وكان أصيل هذا من وسائط السوء ظالما غاشما يستحقّ كل أذى. - وفيه عزم السلطان على سيباى نائب الشام فى الميدان، وجلس هو وإياه على البحرة التى به ومدّ له أسمطة حافلة وأقام عنده إلى أواخر النهار، ثم ألبسه كاملية بصمور وتوجّه إلى المكان الذى نزل به، ولما حضر سيباى نائب الشام لم يحضر مواكب السلطان بالقلعة، وسبب ذلك أن الأمير (١) دولات باى أمير سلاح لم يوافق (٢) أن سيباى نائب الشام يجلس فوقا منه، وقد تقدّم أن الأمير دولات باى ولى نيابة حلب ونيابة الشام قبل سيباى، فبموجب ذلك لم يوافق الأمير دولات باى بأن سيباى يجلس فوقا منه. - وفيه أخلع السلطان على أبى البقا بن إبراهيم مستوفى الخاصّ وقرّره فى نظر الإسطبل السلطانى عوضا عن محمد بن فخر الدين كاتب المماليك بحكم صرفه عنها، وقد جمع أبو البقا بين استيفاء الخاص ونظر الإسطبل. - وفى يوم الجمعة لبس السلطان الصوف وقلع البياض، ووافق ذلك سادس هاتور القبطى. - وفيه عاد خاير بيك المعمار من بناء الخان والأبراج التى أنشأها السلطان فى العقبة، فلما عاد أقام مدّة يسيرة ورسم له السلطان بأن يتوجّه إلى مكة من البحر الملح ويأخذ صحبته جماعة من البنّائين والنجّارين والمهندسين، وقد أمر السلطان ببناء مارستان ورباط فى مكة وأن يبلّط الحرم ويجرى عين ماء بازان إلى مكة، فخرج فى أثناء هذا الشهر وتوجّه إلى الطور. - وفيه وقعت فتنة بين العبيد وصاروا يقتلون بعضهم بعضا حتى أعيى الوالى أمرهم. - وفيه جاءت الأخبار من ثغر الإسكندرية بأن الأمير محمد بيك لما توجّه إلى الجون بسبب إحضار الأخشاب صادف مراكب فيها فرنج يعبثون فى البحر على التجّار، فتحارب معهم فانتصر عليهم وقتل منهم جماعة كثيرة وأسر الذى بقى منهم وغنم ما كان معهم فى المراكب وهو أشياء كثيرة بنحو من مائة ألف دينار، فسرّ السلطان لهذا الخبر. - وفيه نزل السلطان


(١) الأمير: الأمير الأمير.
(٢) لم يوافق: لم وافق.