للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه السنة أرسل السلطان تقليدا إلى يوسف الناصرى وقرّره فى نيابة حماة عوضا عن جانم الذى كان بها، وقرّر جان بردى الغزالى فى نيابة صفد عوضا عن سودون الدوادارى، وقرّر سودون الدوادارى فى نيابة طرابلس، وقرّر فى نيابة الكرك يوسف دوادار ملاج نائب القدس. - ومن الحوادث فى هذا الشهر أن قرقماس المقرى أحد الأمراء العشرات كان ساكنا فى زقاق الكحل، فسرق من بيته عملة بألف دينار، فقبض على جيران الحارة أجمعين وسلّمهم إلى الوالى فعاقبهم أشدّ العقوبة وغرّمهم أضعاف ما سرق له، وكانوا فى هذه الواقعة ليس لهم ذنب، وقد ظهرت هذه العملة فيما بعد عند جماعة قرقماس المقرى، بعد ما عاقب جماعة من مشاهير الناس منهم أولاد ابن البقرى وغير ذلك من جيران الحارة من أعيان الناس. - وفى يوم الخميس حادى عشره جاءت الأخبار بأن سيباى نائب الشام قد وصل إلى خانقة سرياقوس وقد حضر ليزور السلطان، وكان قد وقع بينه وبين حاجب دمشق حظ نفس فحضر إلى السلطان يشكو له من ذلك، فلما حضر دخل إلى القاهرة ليلة الجمعة ونزل فى مدرسة السلطان التى أنشأها فى الشرابشيين فبات بها، فلما أصبح يوم الجمعة ودخل وقت صلاة الجمعة أرسل السلطان خلفه فطلع إلى القلعة وهو بالشاش والقماش، وأرسل إليه السلطان جنائب بسروج ذهب وكنابيش، فركب من المدرسة وطلع إلى القلعة وصلّى مع السلطان صلاة الجمعة وجلس معه فى المقصورة، فلما انقضى أمر الصلاة أخلع عليه السلطان ونزل من القلعة وصحبته الأمراء المقدّمون وهم بالشاش والقماش وقدّامه تلك الجنائب، واستمرّ فى هذا الموكب الحافل حتى أنزله فى بيت قرقماس الجلب الذى بالتبّانة، وقد أخلع عليه السلطان كاملية مخمل أحمر بصمور، وكان له يوم مشهود؛ وقيل وصل من الشام إلى القاهرة فى سبعة أيام وقد جاء على جرائد الخيل، وكان قد بلغه أن أركماس يسعى عليه فى نيابة الشام فاضطربت أحواله فجدّ فى السير حتى أتى إلى مصر فى سبعة أيام. - وفيه قبض السلطان على أصيل برددار الأتابكى قيت الرجبى وسلّمه إلى الوالى، فعاقبه وضربه كسارات حتى