للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووجد عليها ثياب فاخرة وفى آذانها حلق بلخش وفى يدها سوار ذهب، فطلع بها والى القاهرة ووضعها فى تابوت عند جامع الظاهر، فأقامت يوما وليلة ولم يظهر لها معرفة فدفنت بعد ذلك. - وفيه وقع ربع فى الكداشين وكان مطلاّ على الخليج، فقتل تحت الردم شخص يقال له شمس الدين البهواشى أحد نوّاب الحكم من الشافعية، وكان لا بأس به، وقتل شخص معلّم صاجاتى، وقتل جماعة آخرون ممن كان ساكنا فى ذلك الربع، وكانت حادثة مهولة.

وفى رجب نادى السلطان بأن لا يتجاهروا (١) الناس بالمعاصى، ولا يمشى بسلاح من بعد المغرب، وأن الناس يواظبون على الصلوات الخمس فى الجوامع، فسمعوا من أذن وخرج من أخرى. - وفيه قبض السلطان على الشمسى محمد بن فخر الدين كاتب المماليك الذى قرّر فى نظر الاسطبل السلطانى كما تقدّم، فلما قبض عليه قرّر (٢) عليه مال ووكّل به، وكان مظلوما فى هذه الواقعة. - وفيه قبض السلطان على جلال الطنبدى أحد نواب الحنابلة، وقد كذب عليه بعض أعدائه وأوحى للسلطان بأن قانصوه خمسمائة الذى تسلطن قد أودع عنده مالا فطلبه السلطان ورسّم عليه، وقاسى شدائد ومحنا وصودر غير ما مرّة بسبب قانصوه خمسمائة فإنّه كان من جملة أصحابه. - وفيه توفّى والد معين الدين بن شمس وكيل السلطان، مات بغتة، قيل طلب منه السلطان مالا فابتلع فصّا من الماس فمات فى ليلته، فكانت هذه الواقعة تقرب من واقعة ناصر الدين الصفدى وكيل بيت المال وقد تقدّم ذكر ذلك. - وفيه قبض الوالى على امرأة تسمّى أنس وكانت قبيحة السيرة تجمع عندها بنات الخطاء، وكانت ساكنة بالأزبكية فلما تولّى الأتابكى قرقماس توجّهت إلى قليوب، فأرسل السلطان بالقبض عليها، فلما قبضوا عليها رسم السلطان بتغريقها، فيقال أنها أفدت نفسها بخمسمائة دينار ورسم بنفيها. - وفيه أخلع السلطان على أقباى وأعاده إلى كشف الشرقية كما كان قبل ذلك، وصرف عن كشف الشرقية كرتباى مملوك السلطان. - وفى


(١) يتجاهروا: يتجاهدوا.
(٢) قرر: قدر.