للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقطع الأماكن الصعبة التى كانت بها العراقيب؛ وأنشأ برجا بعجرود وبرجا بنخل، وأصلح عدّة مناهل بطريق مكة وبنى هناك أشياء كثيرة من هذا النمط وحصل بها غاية النفع، وأنشأ بالأزنم برجا أيضا وجعل به جماعة من المماليك يقيمون به وكلما مضت سنة يحضرون ثم يتوجه غيرهم. - وفيه عيّن السلطان الأمير علان الدوادار الثانى بأن يتوجّه قاصدا إلى ابن عثمان ملك الروم، وكان قد أشيع فى تلك الأيام بأن ابن عثمان قد مات، وربما صلّوا عليه صلاة الغيبة فى جامع الأزهر، ثم ظهر بأن هذا الكلام كذب، وأسفرت هذه الإشاعة على أنه كان مريضا وشفى، فعين السلطان علان بأن يتوجّه إليه ويهنّئه بالعافية. - وفيه حصل للسلطان بعض قولنج فامتنع أياما عن ضرب الكرة، ثم شفى من هذا العارض وضرب الكرة فى الميدان، وهذا بخلاف العادة القديمة أن الكرة تضرب فى الميدان (١).

وفى صفر جاءت الأخبار من دمياط بأن شخصا من أولاد ابن عثمان يقال له قرقد بيك قد وصل إلى دمياط، فلما تحقّق السلطان ذلك عيّن إلى ملاقاته الأمير أقباى أمير آخور ثانى وأزدمر المهمندار ونانق الخازن، وأرسل صحبتهم ملاقاة حافلة من كلّ نوع فاخر، وجهّز المراكب حتى الحراقة (٢) الكبيرة التى يكسر فيها السدّ برسم ابن عثمان ليجئ فيها فى البحر، وجهّز له إحراقة نفط تحرق قدّامه فى البحر لما أن يقلع، وما بقى من إكرامه ممكن، فتوجّهوا إلى دمياط بسبب الملاقاة. - وفى يوم السبت سابعه قبض السلطان على الشهابى أحمد بن الجيعان ووكّل به وقرّر عليه خمسة آلاف دينار، وكان فى هذه المصادرة مظلوما. - وفيه أفرج السلطان عن شرف الدين يونس النابلسى الأستادار وقرّر عليه عشرة آلاف دينار، وقد قاسى شدائد ومحنا وأقام فى السجن بالعرقانة نحوا من عشرة أشهر وهو فى زنجير وقيد مخشّب اليدين. - وفى يوم الأربعاء حادى عشره كانت ليلة سيّدى إسمعيل الإنبابى، وكانت ليلة حافلة، وضرب فى الجزيرة التى تجاه بولاق نحو من خمسمائة خيمة، وخرج الناس فى القصف والفرجة عن


(١) فى الميدان: كذا فى الأصل.
(٢) الحراقة: الخراقة.