ماماى جوشن، وبالركب الأول قانصوه من دولات بردى أستادار الصحبة أحد الأمراء الطبلخانات، وكان يوما مشهودا.
وفى ذى القعدة جاءت الأخبار من الطينة بأن الأمير تمر باى الهندى لما توجّه إلى هناك بسبب عمارة الأبراج التى أنشأها السلطان هناك على ساحل البحر المالح، فبينما هو هناك فجاءت إليهم مركب فيها فرنج فتعبّثوا بالسواحل، فجمع الأمير تمرباى جماعة من الخفراء الذين هناك، وممن كان معه من المماليك، وتحارب مع تلك الفرنج، فانتصر عليهم وأسر منهم نحوا من سبعة وعشرين نفرا وملك مركبهم وما كان فيها، وأرسل الفرنج الأسرى (١) ومركبهم إلى السلطان فسرّه بذلك. - وفيه حضر قاصد من عند صاحب قبرس وعلى يده تقدمة حافلة للسلطان، فأكرمه وأخلع عليه. - وفيه أخلع السلطان على الزينى بركات بن موسى وأعاده إلى الحسبة وعزل يوسف البدرى عنها، وكان قد وقع فى تلك الأيام تشحيطة فى القمح وارتفع الخبز من الأسواق وكادت العوامّ أن ترجم يوسف البدرى، فلما أخلع على ابن موسى وأعاده إلى الحسبة فرح به الناس قاطبة وسكن ذلك الاضطراب. - وفيه أخلع السلطان على قاصد صاحب بغداد وأذن له بالسفر، وكان يروم أن السلطان يمدّ صاحب بغداد بعساكر من مصر حتى يحارب الصوفى فما طاوع السلطان على ذلك. - وفيه جلس السلطان فى الدهيشة وعرض الأستادار شرف الدين النابلسى، وكان له مدّة وهو مسجون بالعرقانة فى قيد وزنجير وقاسى ما لا خير فيه، فشفع فيه بعض الأمراء فأفرج عنه، وقد ضمنه الزينى بركات فيما بقى عليه من المال، وفيه يقول محمد بن قانصوه:
يا ربّ نجّ الخلق من ذى حسبة … فى كعبه التعسير لا التيسير
إن سعّر الأشياء غلت من كعبه … وغلت وزاد بكعبه التسعير
وفى ذلك اليوم عرض السلطان عبد الباسط بن تقى الدّين ناظر الزردخاناه، وكان له مدّة طويلة وهو فى الترسيم بجامع القلعة وهو فى الحديد، وكان السلطان