للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأن الصوفى زاحف على بلاد السلطان ثم خمدت تلك الإشاعات عن قريب. - وفى ثامن عشرينه جاءت الأخبار من دمياط بوفاة الأمير أصطمر من ولىّ الدين الذى كان أمير مجلس ونفى إلى دمياط بسبب واقعة الحجّاج وقد تقدّم ذكر ذلك، وكان أصله من مماليك الأشرف قايتباى، وكان أميرا جليلا رئيسا حشما (١) وكان عنده لين جانب، وكان لا بأس به. - وفيه عرض على السلطان خلع العيد وهو بالميدان، وكان يوما مشهودا. - وفى سلخه حضر كاشف الشرقية وصحبته شيخ العرب عبد الدايم بن الأمير أحمد بن بقر وقد قبض عليه بحيلة عملها حتى مسكه، وكان له مدّة طويلة وهو عاصى يفسد فى البلاد، فلما قابل السلطان رسم بتقييده وإيداعه فى البرج.

وفى شوال كان موكب العيد خافلا، وكان بيرك قاصد صاحب بغداد حاضرا فألبسه السلطان سلارى صوف بصمور من ملابيسه ونزل صحبة الأمراء. - وفى يوم الخميس رابعه نزل السلطان إلى الميدان وجلس بالمقعد الذى به واجتمع حوله الأمراء، ثم حضر قاصد صاحب بغداد، وفى ذلك اليوم ساقوا الرمّاحة بالميدان قدّام السلطان، ودخل المحمل وكسوة الكعبة وطافوا بها فى الميدان، واجتمع هناك الجمّ الغفير من الناس بسبب الفرجة، وكان يوما مشهودا، ولا سيما كان ذلك بحضور قاصد صاحب بغداد. - ثم بعد أيام عزم السلطان على القاصد بالميدان وأحضر قدّامه جماعة من المماليك وهم لابسون آلة السلاح، فأرموا فى ذلك اليوم رماية نشّاب على الخيول وأظهروا أنواعا غريبة فى فنّ النشاب أدهشوا ذلك القاصد، وأحرق السلطان فى ذلك اليوم إحراقة نفط بالنهار فى الميدان، وقد فعل مثل ذلك مرتين بحضرة القاصد وهو بالميدان. - وفيه جاءت الأخبار من مكة بوفاة قرقماس الشريفى باش المجاورين، فلما تحقق السلطان موته عيّن باشيّة مكة إلى شخص من الأمراء الطبلخانات يقال له جان بردى من قانم. - وفى يوم الخميس ثامن عشره خرج المحمل من القاهرة فى تجمّل زائد، وكان أمير ركب المحمل


(١) رئيسا حشما: حشما رئيسا.