للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوعده بالشنق فأفرج (١) عنه فى ذلك اليوم وأورد بعض ما قرّر (٢) عليه من المال وضمنه فى الباقى الأمير مغلباى الزردكاش، وكان السلطان قد قرّر على مغلباى الزردكاش وعبد الباسط الناظر وعبد الكريم بن اللاذنى المستوفى ويحيى ابن يونس أحد الزردكاشية فقرّر عليهم السلطان عشرة آلاف دينار، فأوردوا منها شيئا وتأخّر عليهم باقى ذلك حتى يغلقوه، وكان قد رفعهم أحمد بن قراكز أحد الزردكاشية ومحمود وعلى باى وغير ذلك من الزردكاشية، فأخلع السلطان على مغلباى الزردكاش وعلى عبد الباسط وعلى عبد الكريم اللاذنى، ونزلوا إلى دورهم بعد ما قاسوا شدائد ومحنا. - وفيه قبض السلطان على يوسف ابن أبى أصبع الحلبى وكان من خواصّه، فقاسى غاية الضرر والأنكاد، وأمره قد شهر بين الناس بما جرى عليه من الضرر البالغ. - واستمرّ المعلّم يعقوب اليهودى فى الترسيم وعلم الدين المتحدّث فى الخزانة وبانوب النصرانى حتى يغلقوا ما قرّر عليهم من الأموال الجزيلة، وكذلك صلاح الدين بن الجيعان، وقد تقدّم القول على ذلك بما قرّر عليهم من المال. - وفيه أفرج السلطان عن عبد العظيم الصيرفى، وكان له مدّة طويلة وهو فى الحديد موكّل به فى جامع القلعة، فأورد مما قرّر عليه من المال شيئا وبقى عليه من ذلك المال بعض شئ، فضمنه بعض الأمراء وتكلم له مع السلطان بأن يطلقه حتى يسعى فى بقيّة المال، وقد قاسى عبد العظيم من الشدّة ما لا خير فيه، وضرب وعصر غير ما مرّة فى أكعابه وأصداغه وأضلاعه وغير ذلك من أنواع العذاب.

وفى ذى الحجّة خرج الأمير طومان باى الدوادار وسافر إلى جهة الصعيد، فنزل من القلعة فى موكب حافل. - وفيه فرّق السلطان الأضحية على العسكر ومن له عادة. - ومن النوادر أن شخصا من الناس، قيل هو بوّاب جامع الحاكم، طلع إلى السلطان وذكر له أنه رأى فى المنام قائلا يقول له قل للسلطان إن فى جامع الحاكم فى بعض دعائمه دعامة تحتها دنانير ذهبا لا ينحصر عددها،


(١) فأفرج: فأخرج.
(٢) قرر: قدر.