للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الظاهر برقوق، وقد تقدّم القول على ذلك فى موضعه. - وفيه ترافع شمس الدين ابن عوض والمعلّم يعقوب اليهودى، فقال ابن عوض أنا أثبت فى جهة يعقوب ستين ألف دينار بطريق شرعى، فمال السلطان إلى كلام ابن عوض واعتدل على يعقوب اليهودى وأودعه فى الترسيم على مال يرده. - وفيه أرسل خاير بيك المعمار الذى توجّه إلى عقبة أيلة بسبب عمارة الأبراج التى أنشأها هناك والخان والحواصل وإصلاح طريق العقبة، فأرسل للسلطان حجارة زعم أن داخلها معدن النحاس الأصفر وأنه وجد تلك الأحجار فى واد بالقرب من العقبة، فرسم السلطان بسبك تلك الأحجار فظهر منها بعض شئ من النحاس لا يساوى تعبه فرجع عن ذلك. - وفى سابع عشره أخلع السلطان على الجمالى يوسف البدرى وقرّره فى الحسبة عوضا عن الزينى بركات بن موسى بحكم انفصاله عنها، وأخلع على أحمد بن العكام وقرّر فى برددارية السلطان عوضا عن بركات بن موسى، وكان السلطان تغيّر خاطره على بركات بن موسى وأخذ فى أسباب الهبوط حتى أخرج عنه التحدّث على خانقاه سرياقوس والتحدّث على جهات البرلس وجعلها لناظر الخاص، وغير ذلك من الجهات التى كان يتحدّث عليها، فإنه كان متحدّثا على ست عشرة جهة (١). - وفيه أخلع السلطان على معين الدين بن شمس وقرّره نائب كاتب السرّ عوضا عن الشهابى أحمد بن الجيعان بحكم انفصاله عنها، وقد اجتمع مع معين الدين هذا وكالة بيت المال ونيابة كتابة السرّ وغير ذلك من الوظائف، وكان هذا من أكبر أسباب الفساد فى حقّه كما يأتى الكلام على ذلك فى موضعه، وقد سعى معين الدين بن شمس بمال له صورة حتى استقرّ فى نيابة كتابة السرّ، وكان معين هذا شنيع المنظر بشع الوجه، فكان إذا وقف وقرأ القصص بين يدى السلطان يقول السلطان: والله تعالى إنى لأستحى (٢) من العسكر لما يقف ابن شمس يقرأ علىّ القصص قدامهم. - وفيه نفق السلطان الكسوة على العسكر فجلس بالميدان وكان يوما ماطرا. - وفيه قويت الإشاعات


(١) ست عشرة جهة: ستة عشرة جهات.
(٢) إنى لأستحى: بلغ ابن لاستحى.