العصر ومدّ له هناك ناظر الخاصّ أسمطة حافلة، ولم يقع للسلطان من حين تسلطن يوما مثل ذلك اليوم فى القصف والفرجة، فلما ركب من هناك أخلع على ناظر الخاصّ كاملية بصمور، وأخلع على رئيس المراكب وجماعته الخلع السنيّة، ثم عاد إلى القلعة.
وفى رمضان فى يوم مستهلّه نزل السلطان إلى الميدان وطلع إليه الخليفة محمد المتوكل على الله بن يعقوب وهنأ (١) بالشهر وهو لابس العمامة البغداديّة، وهذا أول مواكبه فى الخلافة، فقام إليه السلطان وعظّمه إلى الغاية، فلما قام دخل بعده قضاة القضاة. - وفى ذلك اليوم طلع شرف الدين الصغير ناظر الدولة والزينى بركات بن موسى المحتسب، وعرضوا عليه اللحم والغنم والخبز والدقيق والسكّر وهو فوق على رؤوس الحمّالين، فأخلع عليهما السلطان وأخلع على تغرى برمش الوزير، وكان يوما مشهودا. - وفى يوم الأحد تاسع شهر رمضان حضر إلى الأبواب الشريفة قاصد صاحب بغداد، وهو شخص يسمّى بيرك، فلما بلغ السلطان حضوره أنزله بدار الأشرف جان بلاط التى بحارة عبد الباسط ورتّب له ما يكفيه. - فلما كان يوم الخميس ثالث عشر رمضان أوكب السلطان بالحوش بغير شاش ولا قماش، واجتمع بالحوش سائر الأمراء، ورسم بأن يزيّنوا باب الزردخاناه الذى عند الجامع، فزيّنوه باللبوس وآلة السلاح والصناجق السلطانية، ثم طلب السلطان القاصد فطلع صحبة المهمندار وقابل السلطان وقرأ كتابه الذى حضر على يده، وكان سبب حضور هذا القاصد أن متملّك بغداد مراد خان ابن يعقوب بن حسن الطويل كان متولّيا على بغداد، فزحف عليه شاه إسمعيل ابن حيدر الصوفى فتغلّب عليه عسكره ومال إلى الصوفى، فلما رأى ذلك هرب ودخل إلى بلاد السلطان وأرسل قاصده إلى السلطان بأن يمدّه بعسكر حتى تحارب الصوفى، فأكرم السلطان ذلك القاصد وأحسن إليه، وهذه الواقعة تقرب من واقعة القان أحمد ابن أويس متملّك بغداد وقد زحف عليه تمرلنك فهرب منه والتجأ إلى الملك