للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فطلب عبد الباسط ناظر الزردخاناه ووبخه بالكلام ثم قصد شنقه فى ذلك اليوم على باب الزردخاناه، فألزم بإصلاح (١) ما فسد من الأسلحة، واستمرّ فى الترسيم بعد ذلك مدة طويلة وهو فى الحديد. - وفى يوم الاثنين حادى عشره عزل السلطان شرف الدين النابلسى الأستادار، وأخلع على الأمير طومان باى الدوادار وقرّره فى الأستادارية عوضا عن شرف الدين النابلسى، فصار الأمير طومان باى أمير دوادار كبير وأستادار العالية وكاشف الكشّاف كما كان الأمير أقبردى، وأخلع على شمس الدين بن عوض وقرّره (٢) ناظر ديوان المفرد. - وفيه جاءت الأخبار بأن العسكر الذى توجّه إلى نحو بلاد الهند صحبة الأمير حسين قد انتصر على الفرنج الذين كانوا يتعبّثون فى البحر وغنم منهم العسكر غنائم كثيرة، فسرّ السلطان لهذا الخبر وأمر بدقّ الكوسات فدقّت ثلاثة أيام متوالية، ثم إن حسين أرسل يطلب عسكرا ثانيا حتى يتقوّى به على من بقى من الفرنج. - وفيه نزل السلطان إلى الميدان وعرض المحابيس فأطلق منهم جماعة من رجال ونساء وأبقى الفلاحين وأصحاب الجرائم. - وفى يوم السبت ثالث عشرينه حضر مراكب أغربة [عدّتها ست، وهى التى كان ناظر الخاصّ توجّه إلى رشيد بسبب عمارتها] (٣)، فلما [وصلت أرسى بها عند رأس الجزيرة الوسطى، فخرج الناس يتفرّجون عليها] (٤) وقد [زيّنت بالصناجق والشطفات ودقت فيها] (٥) الطبول وزعقت الزمور، واجتمع هناك الناس أفواجا أفواجا، فلما كان يوم الثلاثاء سادس عشرينه نزل السلطان من القلعة وصحبته الأمراء قاطبة والمباشرون وتوجّه إلى نحو طرا وضربت له هناك الخيام ثم أحضر بين يديه تلك المراكب الأغربة، فلعبوا قدّامه فى البحر ذهابا وإيابا والطبول والنفوط عمّالة، وأرموا قدّامه فى البحر عدة مدافع، وكان له يوم مشهود، واجتمع هناك الجمّ الغفير من الناس، وأقام السلطان هناك إلى بعد


(١) بإصلاح: بلا صلاح.
(٢) وقرره: وقرر.
(٣) عدتها ست وهى … عمارتها: عدتها ستة وهم … عمارتهم.
(٤) وصلت بها … عليها: وصلوا … بهم … عليهم.
(٥) زينت .. فيها: زينوا … فيهم.
(٦) بين: من.