للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه أخلع السلطان على شمس الدين بن عوض واستقرّ به مستوفى الدواوين. - وفيه تغيّر خاطر السلطان على شرف الدين يونس النابلسى الأستادار، فرسّم عليه ووضعه فى الحديد وسجنه بالعرقانة هو وأخاه زين الدين. - وفيه حضر علاى الدين ناظر الخاص، وكان مسافرا نحو الرشيد بسبب أمر المراكب التى عمّرها السلطان لأجل التجريدة، فلما قابل السلطان أخلع عليه ونزل إلى داره فى موكب حافل، وفى ذلك اليوم حضر الأمير محمّد بيك وكان توجّه بسبب عرض المراكب المعيّنة للتجريدة. - وفى هذا الشهر وقع تشحيطه بالقاهرة وعزّ وجود الخبز من الأسواق، وبلغ سعر القمح كل أردب خمسمائة درهم، وعزّ وجود التبن أيضا وتناهى سعره كل حمل بدينار.

وفى شعبان طلع القضاة الأربعة للتهنئة بالشهر، وطلع الخليفة المستمسك بالله يعقوب. فوقع بينه وبين ابن عمّ أبيه خليل تشاجر فاحش بمجلس السلطان، فقال خليل للخليفة يعقوب أنت ولايتك ما تصحّ فإنك أعمى، وكان الخليفة يعقوب بعينيه ضعف، فقام إليه الناصرى محمد بن الخليفة وقال له وأنت ما تصحّ خلفك صلاة لأنك ما تحسن قراءة الفاتحة، وكان خليل ألثغ لم ينطق بحرف الراء، ثم ألزمه السلطان بأن يقرأ بحضرة القضاة فلما قرأ تعفّش فى القراءة بين الناس ثم سكت ولم يكمل قراءة الفاتحة، وانفض المجلس مانعا وكان مجلسا مهولا، فقال السلطان يوم الاثنين نعقد مجلسا فى أمر من يصلح للخلافة فقام الخليفة يعقوب والقضاة على أن الميعاد يوم الاثنين، وقد ترشّح أمر (١) الناصرى محمد بن الخليفة يعقوب ليلى الخلافة عوضا عن أبيه، وكان السلطان محطّا على الخليفة يعقوب رائما منه مالا كما سيأتى الكلام على ذلك. - وفى يوم السبت ثانيه توفّى الأمير أزبك اليوسفى المعروف بفستق، وكان أصله من مماليك الظاهر جقمق، وقرّر فى تقدمة ألف فى دولة الناصر محمد بن الأشرف قايتباى، وكان شاخ وكبر ومات وهو فى عشر الثمانين، ومات وهو طرخان، وكان له مرتب (٢) على الدخيرة حتى مات،


(١) أمر: أمير.
(٢) مرتب: مرتبة.