للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عجبا كيف فاق أهل المعانى … فى فنون العلوم وهو بن جمعه

وفيه يقول الشهاب بن صالح:

لا يشبّه بالبدر بدرى سناء … وسنّا فهو منه أكمل طلعه

ذاك تم ابن جمعتين سناء … وحبيبى أتمّ وهو ابن جمعه

ومن الحوادث الشنيعة فى هذا الشهر أن السلطان شرع يخرج إقطاعات أولاد الناس من أجناد الحلقة، وغير ذلك من النساء اللاتى لهن الرزق وربما تعرّض للرزق الأحباسية والأوقاف، فأخرج نحوا من ثلثمائة إقطاع ورزقة من غير جنحة ولا سبب، وصار ينعم بها على المماليك بمكاتبات (١)، وهذا الأمر ما سبقه به أحد من الملوك السالفة، فحصل للناس الضرر الشامل ولا سيما أولاد الناس صارت المماليك يهجمون عليهم ويأخذون منهم مناشيرهم غصبا عنهم ويبهدلونهم بالضرب، وكانت حادثة مهولة لم يسمع بمثلها، وأنا من جملة من وقع له ذلك وخرج إقطاعى لأربعة من المماليك، ولكن أعان الله تعالى ورجع إلىّ إقطاعى ولله الحمد، وقد قلت هذين البيتين [المواليا فى المعنى:

يا مالك الملك يا من بالعباد ألطف … دبّر عبيدك وأصلح دولة الأشرف

كم من أقاطيع أخرجها وما أنصف … وأطغى المماليك ذا يهجم وذا يخطف] (٢)

وفى ذلك يقول محمد بن قانصوه من صادق:

أيا بنى الأتراك أرزاقكم … ما قطعت إلا لأمر عجيب

لا تضجروا من قطعها واصبروا … ستكشف الغمّة عنكم قريب

[لا تضجروا] (٣) ترجع فادعوا بنا … فى السر والجهر السميع المجيب

واحتسبوا من رموا سهام الدعا … فكلّ سهم حيث يرمى مصيب (٤)

ومن الحوادث أنّ عبد العظيم الصيرفى رافع صلاح الدين بن الجيعان، وقال:


(١) بمكاتبات: بيكتبات.
(٢) المواليا … يخطف: كتبت فى الأصل بعد «مصيب» فى سطر ٢٠.
(٣) لا تضجروا: فما لا تضجروا.
(٤) مصيب: معيب.