وفى جمادى الأولى فى يوم مستهلّه كان يوم النوروز وهو أول السنة القبطيّة. - وفى يوم الأربعاء ثانيه توفى الإمام العالم العامل الورع التقى الشيخ بدر الدين محمد بن عبد الرحمن الديرى الحنفى شيخ الجامع المؤيدى، وكان عالما فاضلا رئيسا حشما من أعيان علماء الحنفية، ومات فى عشر السبعين، وكان لا بأس به، رحمة الله عليه، فلما مات أخلع السلطان على شخص من أبناء العجم يقال له الشريف حسين وقرّره فى مشيخة الجامع المؤيدى عوضا عن الشيخ بدر الدين الديرى بحكم وفاته، وأخلع على قاضى القضاة الحنفى عبد البرّ بن الشحنة وقرّره فى مشيخة المدرسة الصرغتمشية (١) عوضا عن القاضى نور الدين على الدمياطى الحنفى بحكم انفصاله عنها. - وفيه وقعت حادثة غريبة وهو أن بعض الفلاحين كان معه جملان محملين كتّانا، فدخل بهما وقت العشاء وشقّ بهما من السويقة التى عند بيت الخليفة، فتعلق فى ذلك الكتان الذى على ظهورهما نار من مسارج البيّاعين الذين هناك، فلما أحسّ الجملان بالنار طفشا فى الناس فمات بعض صغار وداسا الناس فتعطب جماعة كثيرة، ودهكت بضائع الناس وكانت ساعة مهولة، فلم يقدر أحد من الناس على مسك تلك الجملين واستمرّا طافشين حتى وصلا إلى مشهد السيدة نفيسة ﵂ فوقع هناك أحد الجملين فمات، انتهى ذلك وفى جمادى الآخرة فى يوم الخميس ثانيه توفى الشيخ بدر الدين محمد بن جمعة الحنفى، [ودفن فى] قبّة يشبك الدوادار التى بالمطرية، وكان من أهل العلم والفضل وله شعر جيّد ونظم رقيق، ومن مخترعاتة وهو قوله: