وسبعمائة، فإنه زاد فى أول يوم من مسرى اثنين وستين أصبعا فى يوم واحد، ثم فى ثالث يوم من مسرى زاد خمسين أصبعا، فكانت زيادته فى أربعة أيام سبعة أذرع ونصف وأصبعين، ولم يسمع بمثل ذلك من مبتدأ الإسلام وإلى هلمّ، والمرّة الثانية فى دولة الأشرف برسباى سنة خمس وعشرين وثمانمائة فإنه زاد فى يوم واحد خمسين أصبعا فى دفعة واحدة وكان الوفاء فى تاسع عشرين أبيب، ثم فى هذه السنة فى دولة قانصوه الغورى زاد تسعين أصبعا فى ثلاثة أيام كما تقدّم، وكان الوفاء فى رابع عشر مسرى، فلما أوفى توجّه الأتابكى قرقماس وفتح السدّ على العادة، وكان يوما مشهودا، كما يقال:
لله درّ الخليج إنّ له … تفضّلا لا نطيق نشكره
حسبك منه بأنّ عادته … يجبر من لا يزال يكسره
وفيه رسم السلطان بنقل عبد العظيم الصيرفى من بيت الزينى بركات بن موسى إلى بيت الوالى ليعاقبه، فتسلّمه الوالى وعاقبه أشدّ العقوبة وعصره فى رأسه وأكعابه، واستمرّ فى العقوبة مدّة أيام حتى كان من أمره ما سنذكره فى موضعه. - وفيه نادى السلطان فى القاهرة بأن أحدا من الناس لا يرافع فى أحد ولا يأخذ منه شيئا بغير حقّ وأنّ من ظلم فعليه بالأبواب الشريفة، فارتفعت الأصوات له بالدعاء، فكان سبب ذلك أن بعض التجّار وقف للسلطان وشكا فى بركات بن موسى بحضرة الأمراء وكان ذلك التاجر مظلوما، فاستحى السلطان من الأمراء ونادى فى القاهرة بما ذكرناه ولم يتمّ ذلك وعاد كل شئ على حاله. - وفيه رسم السلطان بنفى إبراهيم والى مصر العتيقة فنفى إلى الواح وكان مستحقّا لذلك، وهو الذى كان متوليّا عقاب بدر الدين بن مزهر الذى كان كاتب السرّ فعذّبه بأنواع العذاب. - وفيه تغيّر خاطر السلطان على مغلباى الزردكاش ومباشرى الزردخاناه وقرّر عليهم عشرة آلاف دينار، فرسم على عبد الباسط بن تقى الدين ووضعه فى الحديد وجرى عليه ما لا خير فيه.