للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمرائه بالحياة وعلى رأسه طرطور أحمر، فلما عرضوا على السلطان سرّ بهذه الواقعة وأمر بأن تعلّق تلك الرؤوس على باب زويلة، فلما تحقّق صحّة هذه الواقعة بطل أمر تلك التجريدة التى كان عيّنها إلى الصوفى ورسم بإعادة النفقة التى كان نفقها على العسكر بسبب التجريدة، فتوجّهت إليهم الطواشية واستعادوا منهم النفقة فشقّ ذلك على المماليك وكانوا قد تصرّفوا فى غالبها، فلما بلغ السلطان ذلك رسم بأن يترك لهم ثمن الجمل الذى كان أعطاه لهم وقدره سبعة دنانير ويعيدوا الباقى، فامتثلوا ذلك وأعادوا ما أخذوه والذى تأخّر عليه من ذلك شئ قطع من جامكيته. - وفى يوم الاثنين حادى عشره أخلع السلطان على قاصد أبى يزيد بن عثمان خلعة سنيّة، وألبس جماعته سلاريات وشقا وصمورا وأذن لهم بالعود إلى بلادهم. فمضوا (١) وهم شاكرون من السلطان. - وفى يوم الخميس رابع عشره أخلع السلطان على الأمير طومان باى الدوادار خلعة الأنظار، فنزل من القلعة فى موكب حفل. - وفيه قلع السلطان البياض ولبس الصوف، ووافق ذلك عاشر هاتور. - وفيه جاءت الأخبار من مكة بأن الشريف بركات أمير مكة توجّه إلى مالك بن الرومى أمير خليص وكبس عليه على حين غفلة، فظفر به وحزّ رأسه وحزّ رؤوس جماعة من أقاربه، وأنّ ناظر الخاصّ علاى الدين واصل بذلك عن قريب فسرّ السلطان لهذا الخبر. - ومن الحوادث فى أواخر هذا الشهر وقعت فتنة مهولة ببولاق حتى كادت أن تخرب عن آخرها، وسبب ذلك أن جماعة من الجوابر الذين ببولاق وقع بينهم وبين جماعة من النفر بسبب ضائع ضاع لهم، فتعصّب الجوابر على النفر وضربوهم وجرحوا منهم جماعة واستخلصوا منهم الضائع، فلما بلغ ذلك طائفة النفر اجتمع منهم السواد الأعظم وتوجّهوا إلى بولاق ووثبوا على الجوابر ونهبوا ما فى مراكبهم من الغلال، ونهبوا دكاكين بولاق وخطفوا عمائم الناس، فلما تزايد الأمر من النفر ثاروا عليهم الجوابر والنواتية الذين ببولاق وأتوا إليهم بالسيوف


(١) فمضوا: فيضوا.