للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووافقه على ذلك أبى شريف، فحصل فى ذلك المجلس بعض تشاجر بين قاضى القضاة عبد البرّ بن الشحنة وبين الشيخ نور الدين المحلى، وأحضر كل من العلماء النقول فى هذه المسألة، وانفصل المجلس مانعا على أن هذا القائل يسجن مدّة طويلة حتى يتوب، ثم انفضّ المجلس على ذلك والسلطان قد صمّم على ضرب عنق هذا القائل، فتوجّهوا به إلى السجن فسجن، وهذا ما كان من ملخّص هذه الواقعة. - وفيه حضر الأمراء الذين كانوا توجّهوا صحبة الأمير أزدمر الدوادار إلى نابلس، وأحضروا صحبتهم جثّة الأمير أزدمر وهى فى سحلية، فدفن فى تربته التى أنشأها بالقرب من باب الزغلة، وانطوى أمره، وخلا منه المكان، ودخل فى خبر كان.

وفى جمادى الآخرة فى يوم السبت ثانيه رسم السلطان بتوسيط شخص من العربان المفسدين يسمّى عبيد بن أبى الشوارب، فوسّطه عند قنطرة الحاجب، ووسّط معه أيضا شخصا يسمى قاسم الغريب، وكانا من كبار المفسدين بالشرقية. - وفى يوم الاثنين رابعه أخلع السلطان على الأمير طومان باى بن أخيه وقرّر (١) فى الدوادارية الكبرى عوضا عن الأمير أزدمر من على باى بحكم وفاته، فنزل من القلعة فى موكب حفل، وسكن فى دار الأمير أزدمر فيما بعد، ورسم السلطان للأمير يشبك الفقيه الذى كان دوادارا عند الأمير أزدمر أن يستمرّ دوادارا عند الأمير طومان باى على عادته، فامتش ذلك. - وفيه أخلع السلطان على شيخ العرب عبد الدايم بن أبى الشوارب وقرّر فى مشيخة العرب بالقليوبية (٢). - وفيه أخلع السلطان على مملوكه أبرك الذى كان نائب قلعة حلب وحضر إلى مصر. فقرّره فى شادية الشراب خاناه عوضا عن الأمير طومان باى بحكم انتقاله إلى الدوادارية الكبرى. - وفى يوم الثلاثاء سادسه حضر قاصد من عند على دولات وأخبر أنه لما توجّه إلى عسكر الصوفى تحارب معهم فكسرهم كسرة قوية فانهزموا نحو بلادهم مكسورين وقتل منهم جماعة كثيرة، وأرسل على دولات عدّة رؤوس ممن قتل من عسكر الصوفى وفيهم شخص من


(١) وقرر: وقدر.
(٢) بالقليوبية: بالقليوبى.