للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بركات بن موسى فنزل به من القلعة وهو فى الحديد، فلما شقّ من القاهرة كادت العوامّ أن ترجمه وارتفعت الأصوات لابن موسى بالدعاء لأنه كان سببا لذلك، فلما أتى إلى داره ضرب أبا الخير المرافع بالمقارع وبعث به منفيّا إلى الواح. - ومن الحوادث أن مملوكا من المماليك الجلبان نزل إلى سوق الرقيق ليشترى عبدا أو يردّ عبدا فوقع بينه وبين الدلال تشاجر، فلما تزايد الأمر بينهما ضربه المملوك بقبقاب على رأسه فى السوق بين الناس، فحمل إلى داره فأقام نحو شهر ثم مات، فلم تنتطح فى ذاك شاتان. - وفى عقيب ذلك ضرب الأمير أرزمك الناشف أحد الأمراء المقدّمين شخصا من النواتيّة فمات تحت الضرب، وسبب ذلك أن هذا النوتى حمل للأمير أرزمك مغلا فنقص فضربه بسبب ذلك، فلما مات النوتى وقف أولاده للسلطان، فلما علم بهذه الواقعة تغافل عن ذلك وقال للأمير أرزمك: ارض أولاد هذا المقتول، وانفضّ المجلس على ذلك وراحت على من راح.

وفى صفر كان ختام ضرب الكرة، ثم إن السلطان أضاف الأمراء بالبحرة، ومدّ لهم أسمطة حافلة، وأقاموا بالقلعة إلى بعد العصر. - وفيه طلع ابن أبى الردّاد ببشارة النيل، وجاءت القاعدة سبعة أذرع، وكانت الزيادة فى أول يوم من المناداة خمسة أصابع. - ومن الحوادث أن فى يوم الخميس ثالث عشره تسحّب من سجن القاعة وقت الظهر نحو سبعين إنسانا من المحابيس ما بين مشايخ عربان وفلاحين وغير ذلك، فاضطربت القاهرة بسبب ذلك، فمضوا ولم تنتطح فى ذاك شاتان. - وفيه جاءت الأخبار [أن عربان الشرقية هاجوا] ونهبوا الضياع، فعيّن لهم السلطان فى ذلك اليوم تجريدة وعيّن بها من الأمراء سودون العجمى أمير مجلس وأنصباى حاجب الحجّاب وتمر الزردكاش أحد المقدّمين ودولات باى قرموط، ومن المماليك السلطانية نحوا من خمسمائة مملوك فخرجوا من يومهم وقد تقدم القول بأن الأتابكى قرقماس