وسبب ذلك أنهم قتلوا قتيلا فى بولاق فشنقوا هناك. - وفيه حضر أقباى نائب غزة وقد حصل بينه وبين ملاج نائب القدس تشاجر فشكاه أقباى إلى السلطان فأرسل بإحضار ملاج فلم يحضر وأظهر العصيان فتغيّر خاطر السلطان عليه. - وفيه تغيّر خاطر السلطان على تغرى برمش الوزير وشرف الدين الصغير ناظر الدولة، وقد رافعهما بعض العمال على أنهما يأخذان الغلال من البلاد بالكيل الكبير ويصرفونه من الشون بالكيل المصرى، فقرّر السلطان عليهما فى نظير ذلك عشرة آلاف دينار يردّونها للخزائن الشريفة. - وفيه أنعم السلطان على جماعة من الخاصّكية بأمريات عشرة، فأمّر فى هذا الشهر نحوا من أربعين أميرا زيادة على ما ذكرناه فى أخبار سنة ثمان وتسعمائة. - وفى يوم الاثنين رابع عشرينه حضر شخص من الأمراء العشرات يقال له خاير بك المعمار وصحبته نحوا من خمسين رأسا ممن قتل فى الواقعة من العربان من بنى إبراهيم وهى الواقعة الأولى، فلما حضر خاير بك المعمار إلى القاهرة أنعم عليه السلطان بأمرة طبلخاناه بمصر، فلما حضروا زيّنت لهم القاهرة ودقّت الكوسات ودخلت تلك الرؤوس وهى مشهورة على رماح والمشاعلية تنادى عليهم هذا جزاء من يقطع الطريق على الحجّاج وينهب أموالهم، فلما عرضوا على السلطان أخلع على خاير بك المعمار ورسم بتعليق تلك الرؤوس على أبواب القاهرة، وقد أقامت حرمة المملكة بعد ما كانت قد انتهكت وتبهدلت الأتراك وكاد الحاجّ أن ينقطع عن التوجّه إلى مكة. - وفى يوم الأربعاء سادس عشرينه توفّى الشهابى أحمد بن الأمير تمرباى رأس نوبة النوب وكان قد كبر وشاخ وقارب التسعين سنة من العمر، وكان لا بأس به رئيسا حشما من أعيان أولاد الناس. - وفى يوم الاثنين سلخ هذا الشهر رسم السلطان للأمير أزدمر الدوادار بأن يخرج على حين غفلة ويسافر إلى جهة الكرك ونابلس بسبب فساد العربان من بنى لام فخرج عن قريب، وعيّن معه نحوا من خمسمائة مملوك من المماليك السلطانية.
وفى ذى القعدة فى يوم مستهلّه أخلع السلطان على أقباى نائب غزة وسافر