للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقبردى الدوادار، وكان أحد الأمراء العشرات وكان لا بأس به. - وفى ثامن عشره حضر هجّان من مكة وأخبر بأن العسكر الذى توجه إلى مكة قد انتصر على عربان بنى إبراهيم وهرب يحيى بن سبع وقتل من العربان ما لا يحصى، فلما تحقّق السلطان ذلك أمر بدقّ الكوسات ثلاثة أيام وسرّوا الناس قاطبة لهذا الخبر. - وفى يوم الاثنين تاسع عشره عوضت كسوة الكعبة على السلطان وهى مزفوفة على رؤس الحمّالين وشقّوا بها من القاهرة، وكان يوما مشهودا. - وفى يوم الخميس تاسع عشرينه عرض ناظر الخاص خلع العيد على السلطان وهى مزفوفة، فألبسه السلطان خلعة حافلة لكونه ثار فى هذه السنة بالسداد.

وفى شوال فى يوم عيد الفطر أخلع السلطان على من له عادة، وكانت الخلع فى غاية الوحاشة من القماش القطنى الملوّن تساوى الخلعة من ذلك نحو ثلاثة دنانير، وكانت الخلع من قديم الزمان من المنسوجات الحرير الملوّن بفرو وسنجاب. - ومن جملة ما بطل من شعائر المملكة وهو موكب الوزير فى يوم العيد، فكان ينزل من القلعة وهو راكب بغلة بزنارى، وعلى رأسه طرحة بيضاء، وتحت عمامته عرقيّة بذهب وهى التى يسمّونها الطاسة، ويتقلّد بسبحة بأكر من عنبر، وتركب قدّامه الأوجاقية وهى بالتتريات الحرير الأصفر قائدة الجنائب، وقدّامه مبخرة السلطان بالبخور، ويستمر فى هذا الموكب الحافل حتى يصل إلى داره، وآخر من أدركناه يفعل ذلك الصاحب علاى الدين على بن الأهناسى، فصار الآن تغرى برمش الوزير إذا نزل من القلعة فى يوم العيد فلم يشعر به أحد من الناس إذا شق من القاهرة، انتهى. - وفيه نادى السلطان فى القاهرة للمقطعين بأن كل من كان له حصّة خراب ينزل يعمّرها ويجرف جسورها ويرد فلاحينها المتسحّبين حيث كانوا. - وفيه جاءت الأخبار بأن العربان بالشرقية قد قطعوا الطريق على القفل الذى جاء من المحلة ونهبوا كلما فيه، وكان فيه حمل مال للسلطان فأخذ مع جملة ما أخذ. - وفيه رسم السلطان بشنق ثلاثة أنفار قيل أنهم من سياس الأمير أزدمر الدوادار،