وفيه توفّى الركنى عمر بن تغرى بردى السيفى سودون بقجة الذى كان دوادار الخليفة المتوكّل على الله عبد العزيز، وكان رئيسا حشما كثير العشرة للناس وكان لا بأس به فى أولاد الناس. - وفيه سافر ناظر الخاصّ علاى الدين بن الإمام إلى جهة الطور بسبب تجهيز العليق لأجل العسكر المعيّن إلى مكة فخرج ومعه جماعة من المماليك السلطانية.
وفى رجب أخلع السلطان على شرف الدين النابلسى الأستادار باستمراره فى الأستادارية وكان أشيع عزله. - وفى يوم الاثنين سابعه حضر دولات باى قرابة العادل طومان باى الذى كان نائب الشام، وولى نيابة طرابلس أيضا، وكان أظهر العصيان والتفّ على سيباى نائب حلب، فلما حضر سيباى وقابل السلطان ففرّ دولات باى والتجأ إلى على دولات وأقام عنده، فأرسل على دولات ولده إلى السلطان ليشفع فى دولات باى، فأجابه السلطان إلى ذلك وأرسل له أمانا على يد شاد بك نائب المهمندار، فلما وثق [من ذلك حضر إلى القاهرة، وقد حدثت من](١) دولات باى هذا أمور شتّى وتوجّه إلى بلاد ابن عثمان على أن يثير فتنة كبيرة فما طلع من يده شيئا وآل أمره إلى أن حضر بالأمان، فلما قابل السلطان حمل تحت إبطه ثوبا بعلبكيا أى كفنه كما فعل قانصوه خمسمائة، فعفى عنه السلطان وأخلع عليه كاملة مخمل أحمر بصمور ونزل من القلعة فى موكب حافل. - وفى هذا الشهر خرج العسكر المعين إلى مكة وكان باش العسكر خاير بك من أينال كاشف الغربية أحد المقدّمين وصحبته قنبك من شاد بك رأس نوبة ثانى، وخرج صحبتهم جماعة من الأمراء العشرات، ومن المماليك السلطانية نحوا من خمسمائة مملوك، وخرج صحبتهم هجار بن دراج الذى قرّر فى أمرة الينبع عوضا عن يحيى بن سبع، وخرج صحبتهم المحمل الشريف فكان لهم يوم مشهود، لكن رسم السلطان بأن امرأة لا تخرج صحبة العسكر ومنعوا من ذلك، وخرج صحبة الأمير خاير بك نحوا من مائة قواس، فأقام المحمل لما خرج بالريدانية إلى يوم الأربعاء