الأتابكى قرقماس وفتح السدّ على العادة، وكان يوما مشهودا. - ومن الحوادث فى ذلك اليوم أن الأتابكى قرقماس لما أراد أن يطلع من الحراقة عند المقياس نشر خازنداره على رأسه خفائف الذهب والفضّة، فتكاثرت عليه الناس، فجفل الفرس به فأقلبه فى البحر، فلاقته النواتية وطلعوا به فى المركب وقد انبلّ شاشه وقماشه حتى غيّرهما، وتوجّه إلى نحو المقياس وهو ماشى، وقيل إن الفرس غرق، وطلعوا به وهو يعرج، وحصل للأتابكى قرقماس فى ذلك اليوم مشقّة زائدة بسبب ذلك. - ومن الحوادث فى هذا الشهر كان انتهاء العمل من الجامع الذى أنشأه الشيخ عبد القادر الدشطوطى بجوار بركة الرطلى على أرض الطبالة وبركة القرع، فلما كمل خطب به الشيخ علاى الدين الإخميمى النقيب، واجتمع به فى ذلك اليوم قضاة القضاة وأعيان الناس وكان يوما مشهودا، ثم إن الشيخ عبد القادر أشار بفتح فمّ بركة القرع حتى تدخلها المراكب مثل بركة الرطلى، ففتح لها مسرب من الخليج الحاكمى من عند ذيل التمساح، فلما كان يوم الجمعة دخل فيها المراكب وانطلقت لها ألسن النساء بالزغاريت، وكان يوما مشهودا وعدّ ذلك من النوادر، وصارت المراكب تدخلها فى كل سنة من يومئذ.
وفى ربيع الآخر تغيّر خاطر السلطان على أربعة من الأمراء الطبلخانات فقبض عليهم وهم جان بردى تاجر المماليك وقلج أمير آخور ثانى وبيبردى أخو جان بلاط الذى تسلطن وتنم المقرى، فلما قبض عليهم قيّدهم، وسبب ذلك قد بلغ السلطان هؤلاء الأمراء كانوا قد اتفقوا على قتله لما ينزل إلى الميدان وقت الظهر وقد أقرّ بعضهم على نفسه بصحّة ما نقل عنهم، فلما تحقّق السلطان ذلك قبض عليهم ورسم بنفيهم. - وفيه توفى القاضى شمس الدين محمد بن مزاحم الطرابلسى ناظر الإسطبل، وكان رئيسا حشما وولى عدّة وظائف سنيّة، لكنّه كان غير مشكور السيرة وعنده ظلم وعسف. - وفيه أخلع السلطان على الأمير ماماى جوشن وقرّره كاشف الغربية عوضا عن الأمير خاير بك من أينال الذى