جدّة وكان هذا عين الصواب ومن أحسن المبانى، ثم جاءت الأخبار بأن العسكر لما وصل إلى سواكن ملكوها بالأمان واحتاطوا على ما فيها من بهار وغيره وشتّتوا أهلها عنها، فانشرح السلطان لهذه الأخبار. - وفيه أخلع السلطان على ابن على دولات وأذن له بالسفر إلى أبيه، وعين معه شاد بك نائب المهمندار، وأرسل صحبته تقدمة حافلة إلى على دولات - وفيه وقعت فتنة كبيرة بين الزعر فى الرملة تحت القلعة، فلما بلغ الوالى ذلك ركب ومعه جماعة من المماليك وهم لابسون آلة السلاح فاتقعوا معهم فى وسط الرملة فقتل من الزعر فى ذلك اليوم سبعة أنفار وانهزموا الباقون. - ومن الحوادث أنّ جارية سوداء قتلت ستّها وابن ستّها وأخا ستّها، فلما عرضت على السلطان رسم بقطع يدها وشهرت فى القاهرة، ثم كلبت وعلقت عند خوخة المغازليين فى مكان قتلت فيه ستها. - وفيه أخلع السلطان على قانصوه روح لو وأعيد إلى كشوفية الشرقية كما كان أولا، وقد اضطربت أحوال الجهات الشرقية إلى الغاية فخرج قانصوه المذكور وصحبته جماعة كثيرة من العسكر، وكان السلطان قرّر قانصوه هذا من جملة الأمراء المقدّمين فعظم أمره جدّا.
وفى ربيع الأول طلع القضاة الأربعة إلى القلعة لأجل التهنئة بالشهر، فلما تكامل المجلس أصلح السلطان بين القاضى الشافعى عبد القادر بن النقيب وبين القاضى الحنفى عبد البرّ بن الشحنة، وكان بينهما وحشة كما تقدّم، فلما اصطلحا أخلع السلطان عليهما ونزلا إلى دورهما. - وفيه جاءت الأخبار من الشرقية بأن العرب العصاة قطعوا جسر سنيت والحلفاية على الجرون حتى غرقت، وكان النيل قد أشرف على الوفاء وحصل بسبب ذلك الضرر الشامل وتوقف النيل عن الزيادة لأجل المقاطع التى قطعت عليه. - وفيه عمل السلطان المولد النبوى وكان حافلا. - وفى العشرين منه كان وفاء النيل المبارك، وقد أوفى فى العشرين من مسرى وكبر فى الحادى والعشرين منها، فلما أوفى توجّه