للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سيباى أمير سلاح، ثم إن السلطان قبل أن يخلع عليه رسم له بأن يتوجّه إلى بيت الأمير أزدمر الدوادار وأن يحضر الخليفة المستمسك بالله يعقوب والقضاة الأربعة ويحلّفوه بحضرتهم، فلما تكامل المجلس أحضروا سيباى وحلّفوه على مصحف شريف وكتبوا عليه صورة حلف بأنه لا يعصى على السلطان ولا يخامر ولا يخون الإيمان، وشهد عليه الخليفة والقضاة الأربعة بذلك. - ثم فى يوم الخميس سابع عشره أخلع السلطان على سيباى وقرّره فى نيابة الشام عوضا عن أركماس الذى كان بها، فنزل من القلعة فى موكب حافل. - وفيه جاءت الأخبار من مكة بأن الأحوال فاسدة وأن عربان بنى إبراهيم قد التفّوا على يحيى بن سبع أمير الينبع ومالك بن رومى أمير خليص وقد اشتدّ الأمر فى ذلك جدّا، فلما تحقّق السلطان ذلك أمر بإبطال التوجّه إلى الحجاز فى هذه السنة من مصر والشام وسائر الأعمال قاطبة، وكانت هذه الواقعة من أعظم المصائب والثلم فى الدين، وقد حضر الركب التكرورى والركب المغربى ولم يحجّ منهم أحد فى تلك السنة، ثم إن السلطان أرسل كسوة الكعبة الشريفة وصرر الحرمين والزيت من البحر المالح فى مراكب من الطور ويتوجّهون من هناك إلى جدّة، ثم إن السلطان عزل يحيى بن سبع عن أمرة الينبع وولى بها شخصا من أولاد درّاج الذى كان أمير الينبع قبل ذلك، ولم يسمع من مبتدأ دولة الأتراك وإلى الآن بأن الحجّاج امتنع خروجهم إلى مكة سوى فى هذه السنة وهى سنة إحدى عشرة وتسعمائة، وقد تقدّم ما وقع من الجازانى فى حقّ الحجّاج بالركب الشامى والعراقى والمصرى وما صنع بالمجاورين بمكة فى سنة ثمان وتسعمائة وقد تقدّم القول على ذلك. - وقد جرى على الناس من الحوادث القديمة ما هو أعظم من ذلك، وهو أن فى سنة ثمان عشرة وثلثمائة فى دولة الخليفة القاهر بالله أبى منصور محمد بن الخليفة المعتضد بالله العبّاسى خليفة بغداد لما