للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى رمضان تغير خاطر السلطان على شخص من الأتراك يقال له الشيخ سنطباى، وكان يدّعى التصوّف وكان مقيما بالمدرسة السنقرية التى تجاه خانقة سعيد السعداء، فوشى به عند السلطان أنه يضرب الدراهم والدنانير الزغل فأرسل قبض عليه فوجد عنده عدّة ضرب الزغل، وكان عنده جماعة يفعلون ذلك فأمر السلطان بقطع أيديهم، وأما الشيخ سنطباى شفع فيه الأتابكى قرقماس من قطع اليد فرسم له السلطان بأن يتوجّه إلى القدس ويقيم به بطّالا، وكان الشيخ سنطباى أصله من مماليك الأشرف قايتباى وكان يدّعى الصلاح فانكشف رخه وظهر للناس أمره، وقد قال فيه القائل:

يا من بضرب الفلس صار مشتغل … وما رأيناه قطّ يضرب ذهب

إلا بطول الدهر ضرّاب فلوس … ولجدّ ضرب الفلس عقله ذهب

وفيه جاء شخص من بلاد جركس وهو صبىّ صغير زعموا أنه أخو السلطان، وكذلك حضر آخر زعموا أنه أخو الأمير أزدمر الدوادار فأنزلوهما بالطبقة.

وفيه كان ختم قراءة صحيح البخارى، وكان الختم بالحوش السلطانى وقد نصبت هناك خيمة كبيرة، وكانت العادة القديمة بأن البخارى يقرأ بالقصر ويختم بالقصر الكبير ويكون له يوم مشهود، وتفرّق هناك الخلع على القضاة ومشايخ العلم وكذلك الصرر، فبطل ذلك وصار البخارى يقرأ بجامع القلعة ويختم بالحوش فتكون ساعة يسيرة ثم ينفضّ ذلك المجلس عن أمر هين.

وفى شوال كان موكب العيد حافلا وفرّقت الخلع على الأمراء ونزلوا إلى دورهم، وكان يوما مشهودا. - وفيه جاءت الأخبار من دمشق بأن أهل المدينة ثاروا على نائبها أركماس من طراباى ورجموه وأخرجوه من المدينة، فلما بلغ السلطان ذلك أرسل بالحضور إلى أركماس نائب الشام وعين نيابة الشام إلى