للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وناطق ولم يترك له شيئا، فوجد عنده أشياء كثيرة من آلة السلاح، ووجد له من الذهب العين ستين ألف دينار، ومن البرك والخيول والقماش أشياء كثيرة، فاحتاط السلطان على ذلك جميعه، واستمرّ قيت فى التوكيل به فى قاعة البحرة. - وفى سلخ هذا الشهر بات السلطان بالقصر وعمل الموكب بالشاش والقماش، فلما أصبح يوم الاثنين أخلع على المقرّ السيفى قرقماس من ولىّ الدين أمير سلاح وقرّره أتابك العساكر بمصر عوضا عن قيت الرجبى بحكم القبض عليه، فنزل من القلعة فى موكب حافل وقدّامه سائر الأمراء وغالب العسكر.

وفى شعبان فى يوم السبت حادى عشره رسم السلطان بإخراج قيت الرجبى إلى ثغر الإسكندرية، فنزلوا به من القلعة وهو مقيّد مزنجر وخلفه أوجاقى بخنجر وقدّامه أزبك المكحّل أحد الأمراء المقدّمين. - وفى ذلك اليوم رسم السلطان بنفى شخص من الأمراء الطبلخانات يقال له يلباى قيل أنه قرابة سيباى نائب حلب. - فنزلوا (١) بالأتابكى قيت ومن معه من الأمراء بعد العصر من باب الدرفيل وتوجّهوا به من خلف القلعة إلى البحر فأنزلوه فى مركب وأقلعوا به فى يوم هوى مريسى، وكان المتسفّر عليه الأمير جانم الدوادار الثانى وعلان والى القاهرة ونحوا من خمسين مملوكا من المماليك السلطانية، فسجنوا قيت بثغر الإسكندرية، وكان يومئذ خدا بردى مملوك السلطان متوليا نيابة الإسكندرية فسبّ قيت الرجبى عند ما سجن بالبرج وما قاسى منه خيرا، وكان خدابردى تقرّر فى نيابتها عوضا عن تانى بك النجمى بحكم انتقاله إلى التقدمة من نيابة الإسكندرية، وتوجّهوا بأزبك المكحّل إلى نحو دمياط فسجن بها، فعدّ نفى الأتابكى قيت من جملة سعد السلطان ولم تنتطح فى ذاك شاتان، وقد قلت فى ذلك:

قد كان قيت باغيا … ولكل شرّ يسرع

فجنى عليه بغيه … ولكل باغ مصرع


(١) فنزلوا: مكررة فى الأصل.