حماة ونهب غالب ضياعها وفرّ منها النائب الذى كان بها وقبض على أعيان أهلها، فلما بلغ السلطان ذلك عيّن تجريدة إلى البلاد الشامية وعيّن الأتابكى قيت باش العسكر وصحبته جماعة من الأمراء المقدّمين، ثم بطل ذلك فيما بعد وعيّن الأمير أزدمر الدوادار باش العسكر وصحبته جماعة من الأمراء غير تلك الطائفة التى تعيّنت صحبة قيت، ولم يتمّ ذلك أيضا وكان من الأمر ما سنذكره. - وفيه ترافع الشيخ أبو شامة مع خليفة سيدى أحمد البدوى ﵁، فرسم السلطان بإيداع خليفة سيدى أحمد البدوى فى الترسيم، ثم إن السلطان أخلع على ولد خليفة سيدى أحمد البدوى وقرّره فى المشيخة عوضا عن أبيه، وأشرك معه بشخص من الأتراك يقال له لاجين رأس نوبة الجمدارية، وقرّره أيضا ناظرا على مقام سيدى أحمد البدوى ﵁. - وفى يوم تاسعه نودى فى القاهرة بالزينة بسبب دوران المحمل ولبسوا الرمّاحة الأحمر على العادة، وكان معلّم الرمّاحة تمر الحسنى الزردكاش أحد المقدّمين والباشات الأربعة على حكم السنة الماضية، غير أن لما توفى الأمير أبو يزيد وكان أحد الباشات فقرّر عوضه شخص من الأمراء الطبلخانات يقال له مصرباى، فساقوا فى هذه السنة أحسن ما ساقوا فى العام الماضى وبات السلطان بالقصر وأحرقوا قدّامه إحراقة نفط حافلة ودارت المسايرات فى القاهرة على العادة القديمة، ثم ساقوا الرمّاحة بالرملة مرّتين على العادة ونزلوا عن خيولهم وباسوا الأرض للسلطان فى الرملة عند انتهاء اللعب كما كان يفعل للملك الظاهر خشقدم، فأول من أحدث ذلك السلطان قايتباى لما كان يسوق فى المحمل، ثم دار المحمل وكسوة الكعبة الشريفة ومقام إبراهيم ﵇، فلما انقضى أمر المحمل أخلع السلطان على المعلّم والأربعة باشات ونزلوا إلى دورهم. - وفى هذا الشهر أخلع السلطان على شيخ العرب بيبرس بن بقر وقرّره فى شياخة العرب على عادته، وقرّر أقباى فى كشوفية الشرقية على عادته، وكانت الشرقية يومئذ فى غاية الاضطراب بسبب فساد العربان.