شاد بك وقرّر فى رأس نوبة الثانية، عوضا عن تمراز جوشن بحكم وفاته بدمشق وكان قد توجّه فى بعض مهمّات السلطان فمات هناك. - وفى يوم الجمعة تاسع عشره قبض السلطان على القاضى بدر الدين محمد بن مزهر الذى كان متوليّا لكتابة السرّ وعزل عنها، فأرسل إليه السلطان بعض البابيّة فتوجه إلى بيته الذى ببركة الرطلى فقال له قم كلّم السلطان فقام وطلع معه إلى القلعة، فلما وقف بين يدى السلطان وبّخه بالكلام ثم شكّه فى الحديد وسجنه بالعرقانة، وسبب ذلك قد بلغ السلطان بأن بدر الدين بن مزهر اجتمع بالأتابكى قيت الرجبى وقال له قم وتسلطن وضمان نفقة البيعة علىّ، وقيل أنه كتب قوائم بأسماء جماعة من حاشية السلطان ووزّع عليهم مالا له صورة، وذكر فى القوائم جماعة من المباشرين وغير ذلك حتى اسمى فيهم ابن السلطان وخاير بك الخازندار وبركات ابن موسى وآخرين من جماعة السلطان، فتكلم الأعداء فى حقّ بدر الدين بن مزهر بسبب ذلك وغيّروا خاطر السلطان عليه وآل أمره من بعد ذلك إلى كل سوء حتى كان ما سنذكره فى موضعه.
وفى ربيع الآخر عمل السلطان الموكب بالحوش وأخلع على الأمير سودون العجمى وقرره فى نيابة الشام عوضا عن قانصوه البرجى بحكم وفاته، وأخلع على الأمير خاير بك أخى قانصوه البرجى الذى كان نائب الشام وقرّره فى نيابة حلب عوضا عن سيباى الذى كان بها، ورسم لسيباى بأن يحضر إلى القاهرة ليلى أمرة مجلس عوضا عن سودون العجمى بحكم انتقاله إلى نيابة الشام، فلم يتمّ هذا الأمر وكان ما سنذكره فى موضعه. - وفى هذا الشهر ثبت النيل المبارك على ثلاثة عشر أصبعا من تسعة عشر ذراعا وقد ثبت إلى ثامن عشرين توت: - وفيه أخلع السلطان على الأمير أنص باى من مصطفى وقرّر فى حجوبية الحجاب، عوضا عن خاير بك من ملباى (١) أخى قانصوه البرجى الذى كان نائب الشام بحكم انتقاله إلى نيابة حلب كما تقدم. - وفى هذا الشهر اهتمّ السلطان بعمارة قاعة