ممن كان قطع جوامكهم، قرّر لجماعة منهم جوامكهم وجماعة بحكم النصف. - وفيه توقّف النيل عن الزيادة ستة أيّام فقلقت الناس لذلك وتشحّطت الغلال وتكالب الناس على مشترى الغلال، ثم ترادفت الزيادة من بعد ذلك حتى أوفى عن قريب.
وفى ربيع الأول أخلع السلطان على الشهاب أحمد بن فرفور الدمشقى قاضى القضاة بدمشق، وقرّره فى قضاء الشافعية بمصر عوضا عن القاضى برهان الدين بن أبى شريف المقدسى بحكم صرفه عنها، وقد جمع الشهاب بن فرفور بين قضاء الشافعية بمصر والشام فى وقت واحد فعدّ ذلك من النوادر. - وفى سابعه كان وفاء النيل المبارك وقد أوفى (١) فى خامس عشرين مسرى فتأخر عن النيل الماضى سبعة عشر يوما، فزاد عن الوفاء فى ذلك اليوم خمسة أصابع من الذراع السابع عشر، فكان كما قيل فى المعنى:
يا نيل مصركم يدا لك بالوفا … أوليتنا بالكسر جبرا دائما
قد زدت قبل الكسر خمسة أصابع … كرما فكانت للوفاء خواتما
فلما أوفى توجّه الأتابكى قيت وفتح السدّ على العادة، وكان يوما مشهودا، وهذا كان آخر فتح الأتابكى قيت للسدّ وقد أخذ عقيب ذلك وكان من أمره ما سنذكره فى موضعه. - وفيه حضر سيف قانصوه المحمدى المعروف بالبرجى نائب الشام، وكان أصله من مماليك الأشرف قايتباى، وولى عدّة وظائف سنية وآل أمره إلى أن بقى نائب الشام ومات بها. - وفيه عمل السلطان المولد النبوى وكان حافلا. - وفيه أخلع السلطان على قانى باى قرا أمير آخور كبير وقرّر فى أمرة ركب المحمل، وقرّر بالركب الأول جان بردى تاجر المماليك. - وفى ذلك اليوم أخلع السلطان على شيخ العرب بيبرس بن أحمد بن بقر وأعاده إلى مشيخته كما كان أولا. - وفيه خسف جرم القمر عند طلوعه واستمرّ فى الخسوف نحوا من خمسين درجة. - وفيه أخلع السلطان على قنبك من