للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خشقدم ونسى هذا الفنّ من يومئذ، فأراد السلطان أن يجدّد هذا الأمر حتى يصير له التذكار بين الملوك بتجديد هذا الفنّ، فعيّن الأمير تم؟؟؟ الحسنى المعروف بالزردكاش بأن يكون معلّم الرماحة، وعيّن معه من الباشات (١) أربعة وهم أبو يزيد أحد الأمراء المقدّمين وجانم الدوادار الثانى وهو قرابة قانصوه خمسمائة وعلان والى القاهرة وقرقماس المقرى، وعيّن من الخاصكية أربعين مملوكا على جارى العادة القديمة.

وفى جمادى الآخرة خرجت الرمّاحة المعيّنين للعب الرمح فلعبوا عند زاوية الشيخ أبو العبّاس الحرّار رحمة الله عليه. - وفيه أخلع السلطان على شرف الدين الصغير وقرّره فى نظر الدولة عوضا عن مجد الدين بن كراوية بحكم صرفه عنها. - وفيه كان انتهاء (٢) عمارة المقعد والمبيت التى أنشأها بالميدان، فجلس السلطان فى المقعد ورسم للرمّاحة بأن يسوقوا قدّامه فى الميدان فساقوا وهو جالس وحوله الأمراء، فلما ساقوا عيّبت عليهم المماليك القرانصة وخطأهم فى طريقة لعب الرمح عما (٣) كانت تفعله الأقدمون من البنود التى كانت تقع فى لعب الرمح على العادة القديمة. - وفى يوم الخميس ثالثه كانت وفاة الشيخ الصالح المعتقد سيدى أبو الخير الكليباتى المجذوب رحمة الله عليه وكان من أعيان الأولياء، فلما توفّى دفن بجوار جامع الحاكم وبنى له السلطان هناك زاوية.

وفى رجب حضر الأتابكى قيت وكان توجّه إلى العبّاسة على سبيل التنزّه، فأرسل [له] السلطان خلعة بسبب دوران المحمل. - وفيه ثار ريح أسود حتى أظلم منه الجوّ ووقع فى ذلك اليوم [بيوت] وعدّة أماكن ونخيل، ثم فى عقيب ذلك جاءت الأخبار من ثغر دمياط بأن فى ذلك اليوم هاج الريح هناك جدّا حتى فاض ماء البحر الملح وأغرق عدّة بساتين من دمياط وكذلك بفارسكور وحصل هناك للناس الضرر الشامل وغرق فى ذلك اليوم عدّة مراكب بناسها من المسافرين وكان أمرا مهولا. - وفى يوم الخميس ثامنه نادى السلطان


(١) الباشات: الباشاة.
(٢) انتهاء: انتهى.
(٣) عما: عنما.