للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى ذلك اليوم على عدة وافرة من المهندسين والبنّائين والمرخمين والنجارين وغير ذلك من أرباب الصنائع ممن كان بالجامع، وأنعم على الفعلاء لكل واحد بألف درهم، ثم فى الجمعة الثانية رسم السلطان لقاضى القضاة عبد البر بن الشحنة بأن يخطب بهذا الجامع، فخطب تلك الجمعة خطبة بليغة ولكن ميزوا خطبة قاضى القضاة عبد البرّ [عن] خطبة ابن فرفور.

وفى ربيع الآخر ثبت النيل المبارك على أحد عشر أصبعا من تسعة عشر ذراعا، وكان نيلا شحيحا وشرّق غالب البلاد ولكن ثبت إلى العشرين من توت. - وفيه حضر الأمير أزدمر الدوادار وكان مسافرا إلى جهة نابلس وكان صحبته ماماى جوشن وقانصوه كرت، فلما صعد إلى القلعة أخلع عليه السلطان ونزل إلى داره فى موكب حافل. - وفيه أخلع السلطان على الأمير جانم وأعاده إلى نيابة حماة كما كان، وصرف عنها قانصوه اليحياوى الذى كان أتابك العسكر بغزة.

وفى جمادى الأولى نادى السلطان فى القاهرة بأن أصحاب الدكاكين قاطبة يقطعون الطرقات من الشوارع قدر الذراع بالعمل، وكانت الطرقات قد عليت جدّا فلما رسم السلطان بذلك حصل للناس الضرر الشامل بسبب الكلفة على ذلك، وقد استحثّوا الناس فى سرعة العمل وعزّ وجود الترّابة وصار الطلب فى ذلك حثيثا، وقد (١) قلت:

من دولة الغورى ومن جوره … لقد حملنا فوق ما لا نطيق

وقد كفى من فعله ما جرى … من قلّة الأمن وقطع الطريق

وفى خامس عشره أخلع السلطان على شخص من الأمراء العشرات يقال له قنبك فقرّر فى نيابة غزة وخرج عن قريب. - وفيه قوى عزم السلطان على أن يدور المحمل فى رجب وتلعب الرمّاحة على العادة القديمة، وكان هذا الأمر قد بطل من سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة من دولة الظاهر


(١) وقد: قد.