على ابن العينى ويحضر به فى الحديد، فلما دخل المدينة وجده قد مات ودفن بالبقيع وكفاه الله شرّ الغورى، وقد تقدّم من أخباره ما يغنى عن شهرته، انتهى ذلك. - وكان السلطان رسم للأتابكى قيت عند عوده إلى مكة أن ينقل قانصوه الفاجر وقانم أخو الظاهر قانصوه من مكة إلى القدس، وكان السلطان نفاهما إلى مكة ثم بدا له نقلهما إلى القدس، فلما حضرا (١) صحبة قيت شقّ ذلك على السلطان وبعث بهما إلى القدس ولم يقبل فيهما شفاعة، وكان من أمر قانصوه الفاجر ما سنذكره فى موضعه. - وفيه عمل السلطان المولد النبوى وكان حافلا على العادة، وأخلع السلطان على الأمير أنص باى أحد المقدّمين وقرّره أمير ركب المحمل، وقرّر بالركب الأول تانى بك الأبح.
وفى ربيع الآخر فى يوم الجمعة مستهلّه خطب فى جامع السلطان الذى أنشأه فى الشرابشيين وقد تمّ بناؤه وجاء غاية فى الحسن والتزخرف، وصنع به مأذنة لها أربع رؤوس وهو أول من اتخذ ذلك، وانتهى العمل من المدرسة التى تجاه الجامع وعقد هناك قبّة كبيرة على المدفن وغلّفها بقاشانى أزرق فلم ينطل ذلك على الناس، فكان أول من خطب بهذا الجامع قاضى قضاة دمشق الشهاب أحمد بن فرفور الدمشقى الشافعى فلبس السواد وخطب، وكان المرقى قدّامه القاضى عبد القادر القصروى، وحضر فى ذلك اليوم الخليفة المستمسك بالله يعقوب والقضاة الأربعة وهم برهان الدين بن أبى شريف الشافعى وعبد البرّ بن الشحنة الحنفى وبرهان الدين الدميرى المالكى والشهاب الشيشينى الحنبلى، وحضر غالب الأمراء المقدّمين وولد السلطان المقرّ الناصرى وأعيان المباشرين قاطبة والجمّ الغفير من الأمراء العشرات والخاصكية وأعيان الناس، وزيّنت الشرابشيين فى ذلك اليوم وكان يوما مشهودا. وأخلع السلطان فى ذلك اليوم على قاضى القضاة عبد البرّ بن الشحنة كونه حكم بصحة الخطبة فى هذا الجامع، وأخلع على أينال شادّ العمارة خلعة حافلة وأنعم عليه بأمرة عشرة، وأخلع