للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عقيب ذلك، وقاسى فى أثناء عمره شدائد ومحنا (١) ونفى إلى الشام وأقام بها مدّة طويلة ثم عاد إلى مصر وبقى أمير مجلس ومات فى عشر السبعين من العمر، وكان لا بأس به. - وفى يوم الثلاثاء حادى عشره توجّه الأمير أزدمر الدوادار إلى نحو قناطر العشرة، وكان فى زمن الربيع، فعزم على قاصد ابن عثمان هناك ومدّ له أسمطة حافلة وأظهر العظمة من الفتك هناك إلى الغاية، وأقام من يوم الثلاثاء إلى يوم السبت وهو فى أرغد عيش ثم عاد إلى داره. - وفيه عزم السلطان على قاصد ابن عثمان فى الميدان وأضافه وألبسه خلعة السفر. - وفيه فى يوم الأحد ثالث عشرينه توفى الأمير شاد بك الفهلوان أحد الأمراء العشرات مات فجأة، وكان لا بأس به.

وفى شعبان أخلع السلطان على الأمير أزدمر الدوادار وقرّره كاشف الكشّاف مضافا لما بيده من الدوادارية الكبرى. - وفى يوم الجمعة ثالث عشره توفى والدى المرحوم الشهابى أحمد بن المرحوم إياس الفخرى من جنيد، وكان أصله من مماليك الظاهر برقوق وقرّر دوادار ثانى فى دولة الناصر فرج بن برقوق، وأمّا والدى فإنه عاش من العمر نحوا من أربع وثمانين سنة، وجاءت من الأولاد خمسة وعشرون ولدا ما بين ذكور وإناث غير المسقوط وعاش له من ذلك ثلاثة أولاد صبيان وبنتا، وكان كثير العشرة للأمراء وأرباب الدولة رحمة الله عليه، وكان من مشاهير أبناء الناس. - وفيه أخلع السلطان على الأمير تغرى برمش وقرّره فى الوزارة عوضا عن طقطباى بحكم وفاته، وقرّر الأمير تغرى بردى فى الأستادارية عوضا عن طقطباى أيضا، وكان على بن أبى الجود هو المشار إليه فى الديوانين وتزايدت عظمته جدّا. -

وفيه جاءت الأخبار من مكة بأن الجازانى ابن أمير مكة تحارب مع أخيه الشريف بركات فكسره، ثم إن الجازانى جمع عربان بنى إبراهيم وهجم على مكة ولعب فى أهلها بالسيف ونهب أموال التجّار والسرحات التى بمكة،


(١) شدائد ومحنا: شديدا ومحن.