حتى جاوزت الحد فى ذلك، فهابت الناس على بن أبى الجود قاطبة وصارت له حرمة وافرة بمصر، فكان كما يقال فى المعنى:
إذا ما اللئيم رقا رتبة … تملق له وانتظر وضعها
وقبّل يداه إذا مدها … إذا كنت لم تستطع قطعها
وفيه حضر إلى الأبواب الشريفة قاصد ابن عثمان ملك الروم وصحبته تقدمة حافلة إلى السلطان، فأوكب السلطان فى ذلك اليوم موكبا عظيما بالحوش، وكان يوما مشهودا.
وفى جمادى الآخرة عزم السلطان على قاصد ابن عثمان فى الميدان الذى تحت القلعة، وأحضر فى ذلك اليوم عدة مماليك يرمون بالنشّاب على الخيل ونصب لهم هناك القبق يرمون عليه وأحرق النفط بالنهار قدام القاصد، وكان يوما مشهودا. - وفيه رسم السلطان بشنق شخص من مشايخ عربان بنى وائل يقال له شرف الدين بن موسى فشنقه على باب زويلة. - وفى سابع عشرينه كانت وفاة الشيخ العارف بالله برهان الدين إبراهيم المواهبى الشاذلى تلميذ الشيخ العارف بالله أبى الصفا محمد بن أحمد بن محمد التونسى الشاذلى الوفاى المعروف بأبى المواهب، قدس الله روحه، وكان الشيخ إبراهيم (١) عالما فاضلا ورعا زاهدا من أعيان مشايخ الصوفية، وكان لا بأس به.
وفى رجب فى خامسه توفى الأمير طقطباى من ولىّ الدين أحد المقدمين الألوف وزير الديار المصرية وأستادار العالية، وكان ظالما غاشما كثير الأذى جاهلا لا يعرف الحلال من الحرام، وهو الذى كان سببا لقطع المعتدات التى كانت تخرج من الديوان المفرد وكانت الملوك تسامح بذلك فى الدولة الماضية فقطع ذلك فى هذه الدولة وحصل للمقطعين بسبب ذلك الضرر الشامل. - وفيه فى يوم السبت خامس عشره توفى الأمير خشكلدى البيسقى الظاهرى خشقدم، وكان أميرا جليلا دينا خيرا من ذوى العقول، تولى من الوظائف رأس نو؟؟؟ النوب ثم بقى أمير مجلس ثم صرف عن أمرة مجلس وبقى مقدم ألف ومات