قيت الرجبى، ثم بعد أيّام أخلع السلطان على القاضى عبد البرّ وأعاده إلى القضاء على عادته، وشفع فى أزدمر المهمندار أيضا - وأمّا الناصرى محمد بن خاصّ بك فإنه أقام فى التوكيل مدّة أيّام وقرّر عليه السلطان عشرين ألف دينار، واستمرّ على ذلك حتى ضمنه الأمير قرقماس أمير سلاح وتسلّمه من السلطان وشفع فيه حتى حطّ عنه خمسة آلاف دينار، واستمرّ عند قرقماس فى الترسيم نحوا من ثلاثة أشهر حتى غلق ما قرّر عليه من المال وأتى إلى بيته وحصل له غاية الضرر.
وفى أثناء هذا الشهر جاءت الأخبار من حلب أن خارجيّا تحرّك على البلاد يقال له شاه إسمعيل الصوفى، فلما جاءت هذه الأخبار إلى القاهرة اضطربت الأحوال وجمع السلطان الأمراء وضربوا مشورة فى أمر الصوفى وعيّن السلطان تجريدة، ثم إنه قبض على جماعة من المباشرين ووزّع عليهم مالا له صورة بسبب أمر التجريدة، فقبض على الشهابى أحمد ناظر الجيش وسلّمه إلى الأمير طراباى رأس نوبة النوب فعرضه للضرب غير ما مرّة حتى أورد ما قرّر عليه من المال، وقبض على صلاح الدين بن الجيعان ووكّل به بالقلعة، وقبض على فخر الدين بن العفيف كاتب المماليك، وقبض على موفّق الدين بن القمص القبطى ووكّل به بالقلعة، وقبض على عبد الباسط بن تقى الدين ناظر الزردخاناه وقرّر عليه مالا له صورة فلم يثر به (١) فضربه بالحوش ضربا مبرحا، وضرب أيضا موفّق الدين بن القمص وفخر الدين كاتب المماليك، وقبض أيضا على شمس الدين بن مزاحم ناظر الاسطبل فأقاموا هؤلاء فى التراسيم والضرب حتى غلقوا ما قرّر عليهم من المال. - ثمّ فى أثناء هذا الشهر جاءت الأخبار من حلب بأن عسكر الصوفى رجع إلى بلاده وخمدت فتنته وبطل أمر التجريدة ولكن استمرّت المصادرات عمّالة فى المباشرين وغير ذلك.
ومن الحوادث أن فى ليلة السبت ثالث عشرين هذا الشهر هجم المنسر على سكّان المسطاحى التى بجوار قنطرة الحاجب، فقتلوا من الخفراء واحدا ونهبوا