للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى حق من بالركب الأول كما فعل بمن فى ركب المحمل وقد راعى الناصرى محمد ابن خاص بك دون أصطمر وكان متأثرا من أصطمر؛ فلما جرى ذلك رجع الشريف بركات إلى مكة وهو مهزوم من أخيه الجازانى، فلما رجع من بقى من الحجّاج إلى الأزنم وجدوا الآبار قد ردمت (١) بالحجارة فمات من الحجّاج جماعة كثيرة بالعطش، فلما وصلوا الحجّاج إلى العقبة لاقاهم جماعة من عربان بنى لام فعوّقوهم عن طلوع العقبة وأفردوا عليهم ثلاثة آلاف دينار فجبى أمير الحاج ذلك من الحجاج ودفعها للعرب حتى مكنوهم من طلوع العقبة، ودخلوا إلى بركة الحاج وهم فى أسوأ حال، فلما طلع الأمير أصطمر والناصرى محمد بن خاصّ بك إلى القلعة ووقفوا بين يدى السلطان وبخهما بالكلام بسبب ما جرى على الحجاج من الجازانى وابن سبع، ثم رسم بإدخال أصطمر إلى قاعة البحرة ورسم أيضا على الناصرى محمد بن خاص بك ووكّل به، ثم أرسل بالقبض على قاضى القضاة الحنفى عبد البر بن الشحنة ووكّل به وقد وشى به عند السلطان بأنّه كاتب يحيى بن سبع وأيقظه بأن السلطان يقصد القبض عليه فأوسع خياله حتى عصاه على ما قيل، وكذلك قبض السلطان على أزدمر المهمندار قيل أن يحيى بن سبع كاتبه ولم يعلم السلطان بذلك، فصار لكل واحد منهم ذنب واستمر الحال على ذلك.

وفى الثلاثاء خامس صفر توفى جان بلاط المحمّدى أحد مقدمى الألوف وهو أخو قانصوه البرجى نائب الشام، فلما مات دفن فى تربة أخيه خاير بك التى أنشأها بباب الوزير، وكانت مدّته فى التقدمة يسيرة ومات عقيب ذلك. - وفى تاسع صفر رسم السلطان بإخراج أصطمر منفيّا إلى ثغر دمياط، فنزل من القلعة بعد العشاء وتوجهوا به إلى البحر وسار فى مركب إلى دمياط وهو مقيّد بقيد ثقيل، وأما قاضى القضاة عبد البر بن الشحنة فرسم السلطان بنفيه إلى قوص، وكان ببيت نقيب الجيش هو وأزدمر المهمندار فشفع فيهما الأتابكى


(١) ردمت: ردموا.