للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجازانى ابن أمير مكة قد أظهر العصيان وخرج عن الطاعة، والتفّ عليه يحيى ابن سبع أمير الينبع ومالك بن رومى أمير خليص وطائفة من عرب الحجاز يقال لهم بنى إبراهيم، قد خرجوا على ركب الحاجّ الشامى فى رابغ قبل أن يدخلوا إلى مكة فنهبوا الركب عن آخره وقتلوا الرجال وأسروا النساء وفعلوا بهم ما لا فعله تمر لنك لما دخل إلى الشام، فلما جاءت هذه الأخبار إلى القاهرة اضطربت أحوال الناس لهذه الأخبار ثم انقطعت أخبار الحاج مدة طويلة لم يأت من عندهم خبر. - وفى يوم الخميس ثالث عشرينه الموافق لرابع مسرى زاد الله فى النيل المبارك أربعين أصبعا فى يوم واحد، ثم فى يوم اجمعه خامس مسرى زاد الله فى النيل المبارك عشرين أصبعا، ثم أوفى فى يوم الأحد ثامن مسرى وزاد عن الوفاء أحد عشر أصبعا، فكان فتح السد فى يوم الاثنين تاسع مسرى الموافق لسابع عشرين المحرم وهو سابق النيل الماضى بيوم واحد والفضل بينهما سبعة عشر أصبعا عن النيل الماضى، فكان كما قيل:

النيل قال وقوله … إذ قال ملء (١) مسامعى

فى غيض من طلب الغلا … عمّ البلاد منافعى

وعيونهم بعد الوفا … قلّعتها بأصابعى

فلمّا أوفى توجّه الأتابكى قيت الرجبى وفتح السد على العادة، وكان يوما مشهودا.

وفى صفر فى مستهلّه نزل الحاج إلى البركة على حين غفلة، ثم فى يوم السبت ثانية دخل المحمل إلى القاهرة وكان أمير ركب المحمل أصطمر من ولى الدين أمير مجلس، وبالركب الأول الناصرى محمد بن خاص بك، ودخل الحاج وهو فى غاية النكد بسبب ما جرى على الناس فى طريق الحجاز، وكان من ملخّص واقعة الحجّاج وهو ما استفاض بين الناس أن أصطمر أمير الحاج لمّا وصل إلى بطن مرو قبل أن يدخل (٢) إلى مكة لاقاه الجازانى من هناك، فأحضر


(١) ملء: ملئ.
(٢) يدخل: دخل.