للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يظهرون وعليهم أمان الله تعالى، فلم يظهر سوى جان بردى الغزالى، فلمّا ظهر أخلع عليه السلطان وقرّره فى حجوبية الحجّاب بحلب فخرج عن قريب.

وفى جمادى الآخرة دخل الأتابكى قيت إلى القاهرة وكان توجّه إلى نحو العبّاسة على سبيل التنزّه، فلمّا طلع إلى القلعة أخلع عليه السلطان ونزل إلى داره فى موكب حافل. - وفيه أفرج السلطان عن القاضى فخر الدين بن العفيف كاتب المماليك، وكان له مدّة وهو فى الترسيم فقرّر عليه مالا وأطلقه وكذلك الصيارف. - وفيه قبض السلطان على شخص من الأمراء العشرات يقال له ألماس فضربه ضربا مبرحا، وضرب معه شخصا آخر يسمّى جانى بك الأشرفى جان بلاط، فمات تحت الضرب فوق الخمسمائة عصاة وأرماه فى البرج، وكان سبب ذلك قد أشيع عنه يرمى الفتن بين الأمراء فصار يضربه غير ما مرّة. - وفيه جاءت الأخبار من دمشق بأن أهل الشام قد رجموا النائب وأخرجوه من البلد، وكان سبب ذلك أن السلطان لما جبى أملاك مصر والقاهرة بسبب السبعة أشهر التى رسم بها فأرسل مراسيم إلى نائب الشام يأخذ أجرة سبعة أشهر من أملاك أهل الشام، فجار على أهل الشام بسبب ذلك، فما طاقوا هذا الحال فرجموه حتى أخرجوه من البلد، وكادت دمشق أن تخرب عن آخرها فى هذه الحركة.

وفى رجب كانت وفاة الأمير أقباى الطويل شادّ الشراب خاناه، فنزل السلطان وصلّى عليه وكانت له جنازة حافلة. - وفيه طلع إلى السلطان شخص يقال له صلاح الدين بن الجنيد، وكان أصله رسولا عند ناظر الخاصّ علاى الدين ابن الصابونى، فلمّا طلع إلى السلطان اجتمع به وعرض عليه قوائم فيها أسماء جماعة من أعيان التجّار ومساتير الناس، حتى من أعيان النساء المساتير من الخوندات والستات، وقرّر أنّه يأخذ على كل رأس من عبد وجارية دينارا، ثمّ قال للسلطان أليسنى خلعة وأنا أضمنلك مائتى ألف دينار من غير ضرر ولا أشلة، فانصاغ السلطان إلى كلامه وأراد أن يلبسه خلعة، فلما بلغ الأمراء ذلك