الحسبة على شخص يسمّى محمد بن يوسف. وكان جابى أوقاف الجامع المؤيدى.
فقرّره فى نظر الأوقاف كما كان محمد بن العظمة، فحصل للناس منه غاية الضرر وصار يشوّش على أعيان الناس ويبهدلهم وصار يعضده شخص من الأمراء العشرات حتى لا يحتمى عليه أحد من الناس. فوقع منه أمور مهولة فى حقّ الناس. فكان كما يقال:
ما كنت أحسب أن يمتدّ بى زمنى … حتى أرى دولة الأوغاد والسفل
هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا … من قبله فتمنّى فسحة الأجل
وفيه وثب العسكر ولبس آلة السلاح. ولم يكن لهذه الركبة سبب، فأسفرت القضية على أن هذه حيلة على الأمير مصرباى حتى يظهر إن كان هو مختفيا بمصر فيظهر، فلمّا علم أنها حيلة عليه لم يظهر، فخمدت تلك الفتنة فى أواخر النهار عن غير طائل.
وفيه طلع مجد الدين بن كراوية ناظر الدولة وشكى إلى السلطان انشحات الديوان وعدم وجود اللحم فوكّل السلطان به بالقلعة، وأقام نحوا من اثنى عشر يوما وطباق المماليك معطّلة من اللحوم فضجّ العسكر من ذلك. ثمّ إنّ السلطان رسم بقطع لحوم أولاد الناس والمباشرين والفقهاء وغير ذلك من الناس قاطبة حتى رواتب الخوندات وأن لا يصرف سوى للمماليك فقط، فما عن قريب حتى وصل الأمير طقطباى من ولىّ الدين وزير الديار المصريّة وكان مسافرا إلى جهة الصعيد فأحضر صحبته اثنى عشر ألف رأس من الغنم، فعدّ ذلك من جملة سعد السلطان.
وفيه أخلع السلطان على ناصر الدين الصفدى وقرّره فى نظارة الخاصّ، عوضا عن علاى الدين بن الإمام بحكم صرفه عنها، فجمع الصفدى بين وكالة بيت المال ونظارة الخاصّ كما كان ابن الصابونى.
وفيه نادى السلطان فى القاهرة بأن الأمير مصر باى وبقيّة الأمراء المختفيين