وفيه انتهت زيادة النيل المبارك إلى سبعة عشر أصبعا من عشرين ذراعا واستمرّ ثابتا إلى نصف بابه.
وفى يوم السبت سابع عشرينه أخلع السلطان على موفّق الدين بن القمّص القبطى وقرّره فى التحدّث على أوقاف الزماميّة نيابة عن عبد اللطيف الزمام. - وفى سلخ هذا الشهر كانت وفاة قاضى القضاة المالكى عبد الغنى بن تقىّ، وكان عالما فاضلا من ذوى البيوت، مات وهو فى عشر السبعين، وكان لا بأس به.
وفى ربيع الآخر جاءت الأخبار من ثغر الإسكندرية بأن الأمير مصر باى الدوادار قد كسر قيده وهرب من البرج، وقد قيل أن شخصا من مماليكه يقال له إياس صنع له مبردا من فولاذ وجعله ضمن موكبة شمع وأدخلها لأستاذه وهو فى البرج فبرد (١) به قيده ونزل من أعلا السور، وأحضر إليه مركبا صغيرا فنزل به وقد ستر الله عليه وتمّت حيلته فحضر إلى القاهرة فى الخفية، فلما أشيع هذا الخبر اضطربت أحوال الأمراء وبقى على رؤسهم منه طيرة وصار الوالى فى كلّ يوم وليلة يكبس بسببه البيوت والحارات وحصل للناس غاية الضرر.
وفى جمادى الأولى فى يوم الخميس ثامنه أخلع السلطان على العلاّمة برهان الدين إبراهيم الدميرى وقرّره فى قضاء المالكيّة عوضا عن ابن تقىّ بحكم وفاته، وقد اشتبه على ولاية قاضى القضاة برهان الدين الدميرى هل كانت فى شهر ربيع الآخر أو فى جمادى الأولى.
وفيه قبض السلطان على جماعة من الأمراء منهم قانصوه الفاجر أحد الأمراء الطبلخانات وتانى بك الأبحّ وأسنباى الأصمّ وآخرين من الأمراء، فأرسل قانصوه الفاجر إلى السجن بثغر الإسكندرية، ثم إن الأتابكى قيت شفع فى تانى بك الأبحّ وأسنباى الأصمّ.
وفيه أخلع السلطان على الأمير علان من قراجا وقرّره فى ولاية الشرطة بالقاهرة عوضا عن طومان باى الجلب، وأخلع على تانى بك الخازندار وقرّر فى