للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى الدواداريّة الثانية فأقام بها مدّة يسيرة ومات، فلمّا مات أخلع السلطان على جانم قريب الأشرف قانصوه خمسمائة وقرّره فى الدواداريّة الثانية عوضا عن بيبردى الفهلوان بحكم وفاته.

وفى سلخ هذا الشهر أخلع السلطان على طقطباى العلاى وقرّره فى نيابة القلعة عوضا عن طوخ المحمّدى. - وفيه هجم المنسر تحت الليل على سوق الجملون وسوق الخشيبة والورّاقين ونهبوا منها نحوا من عشرين دكّانا ولم تنتطح فى ذاك شاتان. وراحت على التجّار أموالهم. - وفيه ضيّق بعض الأمراء الذين تولّوا جباية الأملاك عن السبعة أشهر، فارسلوا إلى أصحاب الأملاك مهندسين صحبة خاصكىّ من قبل السلطان، فطافوا الحارات وهجموا البيوت وقطعوا أجرة الأملاك ثانيا ولم يرضوا بما أخذه الأشرف قايتباى بمقتضى وصولات معهم عما أوردوه فى مغرم السبعة أشهر كما تقدّم، فكانت النكسة أمرّ من الضعف وأخذوا منهم مظلمة ثانية وشدّدوا عليهم واستوفوا أجرة ثانية. - وفيه أرسل السلطان قبض على خوند أصل باى أمّ الملك الناصر وطلع بها إلى القلعة ووكل بها عدّة من الطواشيّة وأقامت فى الترسيم مدّة أيّام وقاست غاية البهدلة، وقرّر عليها مال له صورة فلم تورد منه شيئا وأظهرت العجز، فرسم السلطان بنفيها إلى مكّة فشفع فيها الأمير قرقماس أمير سلاح والأمير طراباى من النفى وأوردت من المال الذى قرّر عليها بعض شئ. - وفى هذا الشهر نفق السلطان على العسكر نفقة البيعة فنفق على طبقتين كالحكم الأوّل، فكان مجموع ما نفقه فى هذه المدة على أربعة طباق لا غير. - وفيه تعطلت الأسواق من البيع والشراء بسبب فلوس جدد ضربها السلطان تخسر (١) فى المعاملة الثلث. - وفيه جاءت الأخبار بقتل كاشف الشرقية قتلوه العرب، فلمّا قتل أخلع السلطان على أقباى وقرّره فى كشف الشرقية عوضا عن الذى قتلوه العرب.

وفى ربيع الأوّل عمل السلطان المولد النبوىّ بالحوش، واجتمع القضاة الأربعة وسائر الأمراء، وكان يوما مشهودا، وهذا كان أوّل موالد (٢) السلطان. -


(١) تخسر: تخصر.
(٢) موالد: موالده.