نوبة النوب ومعه جماعة من الأمراء، فلمّا عاينوهم هربوا من وجوههم وتمّت الكسرة على طائفة المماليك الذين وثبوا.
وفى يوم السبت ثالث عشرينه نادى السلطان فى القاهرة بأن مماليك الظاهر قانصوه والأشرف جانبلاط والعادل طومان باى يخرجون إلى جهة الصعيد ويقيمون بها وكلّ من تأخر من بعد المناداة شنق بلا معاودة، وصاروا يكرّرون هذه المناداة ثلاثة أيّام متوالية، فصاروا يخرجون إلى جهة الصعيد شيئا فشيئا وهم فى غاية الذلّ. - وفيه أخلع السلطان على الأمير بيبردى الفهلوان وقرّره فى الدواداريّة الثانية عوضا عن قان بردى بحكم وفاته.
وفى صفر فى أوّل يوم منه نزلوا بالأمير مصر باى من القلعة وهو مقيّد، فتوجّهوا به إلى السجن بثغر الإسكندريّة فسجن بها.
وفى يوم الاثنين ثانيه نفق السلطان على العسكر نفقة البيعة وقد صبّرهم نحوا من أربعة أشهر حتى جمعت الأموال من المصادرات، فنفق على طبقتين لا غير وصبّر الباقين حتى تجمع الأموال، ولم يعط لأحد من المماليك مائة دينار كاملة سوى المماليك القايتبايهية فقط.
وفيه قبض السلطان على الأمير عبد اللطيف الزمام وقرّر عليه مالا له صورة، فسلّمه إلى الأمير طراباى وأقام عنده فى التوكّل به حتى يردّ ما قرّر عليه من المال فباع أملاكه وقماشه حتى سدّ ذلك، وصودر عنبر مقدّم المماليك ونائبه وشاد الحوش وجماعة آخرين من الخدّام، وقد عمّت هذه المصادرة حتى غلمان الاسطبل السلطانى والأوجاقيّة والسر آخوريّة ونقباء القصر والمعاملين والطبّاخين حتى الفرّاشين والبابيّة والشربدارية وغير ذلك من غلمان السلطان قاطبة ممن له جامكية فى باب السلطان، وكلّ هذا لأجل النفقة على المماليك وكانت حادثة عامّة على غالب الناس من الأعيان وغيرهم، وقد وقع الاضطراب فى أوائل سلطته إلى الغاية.
وفى يوم الاثنين سادس عشر صفر توفى الأمير بيبردى الفهلوان الذى قرّر