للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى القلعة، وقد تغيّرت عليه خواطر العسكر قاطبة. - وفيه أخرج السلطان خرجا من المماليك وسمّاهم العادليّة.

واستمرّ الحال فى اضطراب إلى يوم الأحد تاسع عشرين شهر رمضان، فلبس العسكر آلة السلاح ووثبوا على العادل، وكان القائم بهذه الفتنة قيت الرجبى ومصرباى؛ فلما اتّسعت الفتنة ظهر جماعة من الأمراء المختفيين، منهم: خشكلدى البيسقى، وجان بردى الغزالى وكان العادل رسم بنفيه إلى قوص، ومنهم بيبردى الفهلوان وآخرون من الأمراء ممن كان مختفيا.

فلمّا تحقّق العادل بأن الركبة عليه نزل (١) إلى باب السلسلة، وعلّق الصنجق السلطانى، ونادى للعسكر الطائع يطلع إلى القلعة، فلم يطلع إليه أحد من الأمراء ولا من العسكر، ولم يكن عنده من الأمراء سوى الأمير قان بردى الدوادار الثانى أحد المقدّمين، وكان من عصبته ومن خواصه، وقد أشيع بين الناس أنه سيولّيه الأتابكية عوضا عن قصروه، وكان عنده أيضا قرقماس المقرى المحتسب، وطراباى رأس نوبة النوب، وأنسباى، وآخرون من الأمراء، وبعض مماليك سلطانية.

فجلس فى المقعد المطلّ على الرملة، فلم يطلع إليه أحد من العسكر، ووقع فى ذلك اليوم قتال هيّن، وجرح الأمير قان بردى فى وجهه؛ فلما كان وقت (٢) الغروب من سلخ شهر رمضان، نزل الأمير قانى باى قرا أمير آخور كبير من باب السلسلة، ومعه ماماى جوشن، ونزل طراباى وأنصباى، فلما رأى ذلك من كان عند العادل من المماليك السلطانية تسحّبوا أجمعين، وتمت الكسرة على العادل، فلما دخل الليل قام ونزل من القلعة واختفى، وكانت ليلة عيد الفطر، فاضطربت الأحوال ولا سيما فى تلك الليلة، وقد قلت فى المعنى:

فى ليلة العيد أتى … سلطاننا كل الضرر

فلم تكن كسرته … إلا كلمح بالبصر


(١) نزل: كذا فى ف، وتنقص فى الأصل.
(٢) وقت: كذا فى ف، وفى الأصل: يوم.