للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خلعة إلى قانصوه قرا، الذى كان كاشف الشرقية ثم بقى نائب غزّة، فقرّره فى نيابة حلب، فاستعظموا عليه الناس ذلك ولاموا السلطان على هذه الفعلة، فخرج إليه بالتقليد شخص من بعض الدوادارية يقال له أيدكى. - وفيه قرّر فى نيابة غزّة شخص يقال له على باى السيفى يشبك، عوضا عن قانصوه قرا، بحكم انتقاله إلى نيابة حلب؛ وقرّر يلباى المؤيدى فى داوادارية السلطان بدمشق، وفى نظارة الجيش بها أيضا، حتى عدّ ذلك من النوادر؛ وقرّر قانصوه الجمل فى الأتابكية بدمشق، عوضا عن قرقماس التنمى بحكم صرفه عنها. - وفيه توفى كسباى المغربى الأينالى أحد الأمراء العشرات، مات فجأة، وكان لا بأس به.

وفيه تزايد شرّ العادل وصار يكبس البيوت والحارات بسبب الأمراء الذين (١) اختفوا، وهم: مصرباى، وطقطباى، وتمرباى، وكرتباى، وخشكلدى، وآخرين، وصار طراباى، وأنسباى، وبيبردى الفهلوان، وقان بردى الغورى، وأزبك النصرانى والى الشرطة، يطوفون من بعد العشاء ومعهم المشاعل، وعدّة وافرة من المماليك السلطانية، فيشوّشون على الناس، ويكبسون عليهم البيوت تحت الليل، ويسبون حريمهم، فحصل للناس الضرر الشامل بسبب ذلك، فما عن قريب حتى هرب العادل واختفى وصاروا يكبسون عليه البيوت والحارات، ويتطلبونه أشد الطلب، كما تدين تدان.

وفيه حضرت إلى القاهرة زليخا خاتون ابنة خليل بن حسن الطويل ملك العراقين، حضرت تروم الحج، فأكرمها السلطان ورسم لها بعمل يرق. - وفيه كان ختم البخارى بالقلعة، واجتمع القضاة الأربعة، وأرسل السلطان خلف الأمير قانصوه الغورى أمير دوادار كبير، وقيت الرجبى أمير سلاح، وكان يوما حافلا، فلم يحضر قانصوه الغورى، ولا قيت الرجبى، وقد أحسّا بالشرّ حين عوّل العادل على مسكهما. - وفيه دارت عدة من الطواشية على جماعة من الجند، وأشيع بالعرض للعسكر، وأن السلطان يقصد القبض على جماعة من المماليك فتخيّلوا من ذلك ولم يطلع أحد منهم


(١) الذين: الذى.