للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه قرّر الأمير قانى بردى اليوسفى فى شادية الشراب خاناه مع أمرة أربعين، وكان من خواص الأمير طومان باى الدوادار، وقرّر قلج فى نيابة البيرة، [ثم] لم يتمّ له ذلك، وقرر فى نيابة الإسكندرية، ثم نفى فى دولة العادل طومان باى إلى البلاد الشامية. - وفيه قرّر الشيخ صنطباى فى نظر المدرسة السنقرية التى بباب النصر، وأخرج النظر عن قاضى القضاة الشافعى زكريا بأمر السلطان. - وفيه قرر أنصباى الذى كان شاد الشرابخاناه فى تقدمة ألف، وكان من خواص الأمير طومان باى ومن أعز أصحابه. - وفيه قرّر طقطباى فى كشف أسيوط، وصرف عنها يوسف النوام، وقرّر جانم المحمدى الخشقدمى فى كشف منفلوط، وصرف عنها جندر السيفى أزبك اليوسفى.

وفى ربيع الآخر فى يوم السبت مستهلّه خرج من تعيّن من النواب المقدم ذكرهم، وهم: قرقماس من ولى الدين المعيّن لنيابة حلب، وبرد بك الطويل المعيّن لنيابة طرابلس، وقانصوه بن سلطان جركس المعروف بابن اللوقا المعيّن لنيابة حماة؛ وقد تعينت نيابة الشام لدولات باى نائب حلب بأن ينتقل إلى نيابة الشام، عوضا عن قصروه إذا قبض عليه، فكانت هذه التراتيب كلها فى البطال، وآل الأمر بخلاف ذلك كما يأتى الكلام عليه فى موضعه.

وفيه فى يوم الاثنين رابعه خرج المقر السيفى طومان باى أمير سلاح وأمير دوادار كبير وما مع ذلك، فلما خرج طلّب طلبا حافلا حتى رجّت له القاهرة، فلما طلع إلى القلعة أفاض عليه السلطان خلعة حافلة، وهو فوقانى حرير أزرق بوجه حرير أخضر بطرز يلبغاوى عريض، قيل كان طوله ثلاثة أذرع فى عرض ذراعين ونصف من الذهب الخالص البندقى، وكان ما دخل فيه ثمانمائة مثقال، بحيث لم يعمل قط مثله ولا سمع بمثل ذلك؛ وكان الأشرف جان بلاط يقاتل على رضا الأمير طومان باى بكل ما يمكن، ومع هذا كان الأمير طومان باى يضمر له كل سوء، فكان لسان حال الأشرف جان بلاط يقول:

أقاسى المنون لنيل المنى … ويا ليت هذا بهذا يفى